أقدمت قيادات في جماعة الحوثيين المتمردة، على تصفية أحد قياداتها الميدانيين البارزين، في محافظة الجوف، بعد اتهامه بإفشاء أسرار عسكرية أدت إلى استعادة المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية السيطرة على 90% من المحافظة، الشهر الماضي، ما يؤكد مدى تخبط قيادة المليشيات، وفقدان الثقة في ما بينها، جراء الهزائم في صفوفها. وقالت مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية، إن القيادي القبلي في الجماعة، عبدالولي العكيمي، لقي حتفه، بعد أن قام الانقلابيون بتفخيخ سيارته، التي انفجرت بعد وقت قصير من تحركه. وهو ما أثبته بشير العكيمي، شقيق المقتول، الذي حمل الحوثيين مسؤولية اغتيال شقيقه. وقال المركز الإعلامي للمقاومة، نقلا عن مصادر قبلية إن القيادي الانقلابي أبو عمار العزي، استدعى العكيمي إلى صنعاء لمناقشة آخر المستجدات، وأثناء عودته باتجاه الجوف، تم إيقافه في أحد نقاط التفتيش التابعة للحوثيين، حيث طالبه مسؤول النقطة بالترجل عن السيارة، واقتادوه إلى أحد المباني، بحجة مناقشة بعض الأمور العسكرية. وعقب تحركه مدة قصيرة، انفجرت السيارة ما أسفر عن مقتله".
تبادل الاتهامات قال بشير العكيمي إن العزي وجه إلى شقيقه اتهامات بالتواطؤ مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وأنه قام بتسليمهما مناطق كانت بحوزة الحوثيين. إلا أن عبدالولي نفى هذه الاتهامات بصورة قاطعة، وأكد أن تراجع الروح المعنوية لمقاتلي التمرد هي التي قادت إلى هزيمتهم، وأن النقاش تطور إلى ما يشبه المشاجرة، وارتفعت أصوات الاثنين. وبعدها قام العزي بالاعتذار للعكيمي وطالبه بالرجوع إلى المحافظة وتنظيم صفوف الميليشيات. وأضاف "بمجرد انصرافنا أجرى العزي اتصالا بنقطة التفتيش، وطلب من القائمين عليها زرع عبوة ناسفة في سيارة شقيقي، وتفجيرها بعد خمس دقائق من مغادرته. وأقر بعض عناصر النقطة بالجريمة التي ارتكبها مديرهم". وتابع "لن ندع هذه الجريمة تمر بدون عقاب، وكثير من رجال القبائل الأخرى في المحافظة تحالفوا مع قبيلتنا، وقررنا الأخذ بثأره من العزي شخصيا، ولن نتركه يهنأ بحياته، بعد إقدامه – منفردا ودون تنسيق – باتخاذ قرار بتصفية شقيقي". وأبدى العكيمي ندمه الشديد على موالاة المتمردين الحوثيين في المحافظة، مشيرا إلى أنهم بدؤوا فعليا فض الارتباط بينهم وبين القوى الانقلابية، وتوعد برد قوي يزلزل ميليشيات التمرد.
تضامن قبلي وصف الناشط السياسي في الجوف سعيد الحسني ما أقدمت عليه جماعة التمرد من تصفية أحد القيادات القبلية بالمنطقة بأنه "حدث له ما بعده"، ووصف جماعة الحوثيين بأنه "لا عهد لها ولا ميثاق"، واعتادت الغدر بعناصرها، وقال "هذه هي طبيعة المتمردين الحوثيين، يغدرون حتى بمن ضحى في سبيلهم، وساعد على تمرير مخططهم التآمري، وهي طبيعة لن يكون بإمكانهم تغييرها، لأنها تجري منهم مجرى الدم". وأضاف "لن تسكت قبائل المنطقة على تلك الجريمة، ولن تسمح بتمريرها، فالمجتمع القبلي هنا مترابط، ويتعاضد مع بعضه البعض في مثل هذه المواقف، وهناك في الوقت الراهن حالة من الغضب الشديد بسبب هذه الحادثة، وحتى من لا زالوا يوالون الحوثيين بدؤوا فعليا في نفض أياديهم من التمرد، والتفكير في العودة إلى حضن الشرعية".