عن نص للكاتبة والممثلة المسرحية ليلى طوبال، قدم المخرج التونسي عز الدين قنون مسرحيته "آخر ساعة" على مسرح الدراما في دار الأوبرا السورية في دمشق، الأربعاء والخميس الماضيين، على أن تتابع فرقة "مسرح الحمراء" جولتها في بيروت قريباً. و"آخر ساعة" تشتغل على جوانيات الممثل، بعيداً عن الصراخ المعهود في المسرح التونسي، والعربي، عموماً. وهي خلاصة جهد استغرق زمناً طويلاً من كتابة متقطعة، أو متشظية، على حدِّ تعبير المخرج قنون. ووصف قنون العرض بأنه "أخذ جهداً كبيراً على الممثلين، وعلى نوعية إضاءة خاصة تتبعت أسلوب الكتابة، حيث التركيز على أشكال هندسية، وإضاءة عامة وبسيطة، والابتعاد عن البهرجة اللونية". وقد استخدم قنون أشكالاً متنوعة من مساقط الإضاءة، مربعة، مستطيلة، متصالبة، متداخلة، أو متماسة، في تتبع للمونولوج، أو الحوار، وفي محاولة للتعبير عن فكرة تداخل الزمن بين الأجيال، أو بين الحياة والموت. من جهتها، قالت المؤلفة ليلى طوبال إنها كتبت النص كي تتمكن من نسيان أنها ولدت لتحيا، أو تحيا كي تموت، وهي مهداة إلى أعزاء فارقوا الحياة. تتناول المسرحية موضوع الموت، عبر قصة "نجمة" (ليلى طوبال)، التي تتخيل أن ملاك الموت يمهلها ساعة من الزمن لقبض روحها. فتبدأ نجمة باسترجاع شريط محادثات متشظية من عمر امتد لأكثر من أربعين عاماً. لكن المسرحية لا تدخل في الشكل الفجائعي للموت، بل تتحدث عن الحياة، بوصف الموت نهايتها الحتمية. والممثلون، خلال ساعة ونصف الساعة، كانوا يتعاملون مع "نجمة" كأنها تعتزم السفر، وليس الموت. كما اعتمد الممثلون على حركة مقتصدة، مبتعدين عن الحركة الزائدة، فالمهم في عمل المخرج هو التعبير عن روح نص طوبال الجواني الداخلي. العرض نجح في الاقتصاد في الحركة واللون، لكنه وقع في مطب الوفرة في الزمن. مع ذلك نالت "آخر ساعة" إعجاب الأوساط النقدية والفنية في الدورة الأخيرة لمهرجان قرطاج المسرحي في الخريف الماضي. يذكر أن فرقة "مسرح الحمراء" ستنتقل إلى بيروت لتقديم عروضها بالتعاون مع مسرح "دوار الشمس"، ومن هناك إلى بلجيكا وفرنسا. جسد العرض على خشبة المسرح الممثلون: ليلي طوبال، ريم الحمروني، بهرام العلوي، حمادي الخذري، أسامة كشكار.