سيتم طرح طبعة جديدة من كتاب أدولف هتلر "كفاحي" للبيع للمرة الأولى في ألمانيا منذ 70 عاما، اعتبارا من يوم غد بعد انتهاء فترة حقوق النشر. كانت حقوق النشر سابقا ملكا لولاية بافاريا -التي منعت الكتاب بسبب مخاوف من استغلاله من اليمين المتطرف وجماعات النازية الجديدة- لكن حقوق النشر ستنتهي في أول يوم من السنة الجديدة، ويستطيع أي شخص أن يعيد نشر الكتاب. في محاولة لمواجهة استغلال أي جماعة يمينية متطرفة للكتاب لدعم أجندتها، قضى أربعة أكاديميين من معهد التاريخ المعاصر ثلاث سنوات يعدون طبعة مع هوامش بلغ عدد صفحاتها 1948 صفحة. وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الكتاب سيضم 3500 ملاحظة أكاديمية للرد على هجمات هتلر الصارخة "المعادية للسامية". أدولف هتلر ألف الكتاب في عام 1924 عندما كان في السجن بسبب دوره في انقلاب فاشل ضد الجمهورية الألمانية الجديدة. ويعتبر المراقبون الكتاب البرنامج السياسي الذي اعتمده هتلر فيما بعد، والذي عبر فيه عن كراهيته لليهود والشعب السلافي وشرح خطته في توسيع ألمانيا باتجاه الشرق. وقد شكل الكتاب بالفعل خطة عمل النظام بعد وصول الحزب النازي إلى السلطة في 1933. لم يحقق الكتاب نجاحا كبيرا في البداية، ولكن عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في 1939 كانت أكثر من 5.2 ملايين نسخة من الكتاب قد بيعت، وكان يقدم هدية للعرسان الجدد عند زواجهم. بعد الحرب أعطت القوات الأميركية المحتلة حقوق النشر لولاية بافاريا التي منعت إعادة طبع الكتاب، لكن الكتب التي كانت موجودة بقيت في المكتبات ومحلات بيع الكتب المستعملة. الدكتور كريستيان هارتمان، الذي قاد فريق الأكاديميين الذين كتبوا هوامش الكتاب، قال إنه "إذا أراد أحد أن يعيد نشر كلمات هتلر فمن الأفضل أن تكون هناك نسخة ثقافية تدحض أكاذيبه". لكن الزعماء اليهود لا يزالون ضد فكرة إعادة نشر الكتاب. ليفي سالومون، المتحدث باسم المنتدى اليهودي من أجل الديمقراطية قال إنه "ضد نشر كتاب "كفاحي" مطلقا، حتى مع الهوامش.