وسط طموحات التوصل إلى اتفاق تاريخي للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، افتتح رسميا، أمس، أكبر مؤتمر دولي حول المناخ في باريس، بحضور 150 رئيس دولة وحكومة، فيما قال وزير البيئة البيروفي، مانويل بولغار، الذي ترأس المؤتمر الدولي السابق حول المناخ في ليما، قبل تسليمه الرئاسة إلى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن "العالم يواجه تهديدين فظيعين، الإرهاب والتغير المناخي". وفي باحة المعارض في لوبورجيه شمال باريس، التي تحولت في هذه المناسبة إلى حصن منيع، بعد اعتداءات 13 نوفمبر الماضي الدامية، استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رؤساء الوفود المشاركة، تحت حراسة مشددة من قرابة 2800 رجل أمن، بينما لزم قادة الدول والحكومات خلال مشاركتهم في افتتاح المؤتمر دقيقة صمت في ذكرى ضحايا الاعتداءات التي وقعت في الآونة الأخيرة في عدة دول بينها فرنسا.
زيادة الجهود وفي وقت تستمر المفاوضات الماراثونية بقمة المناخ حتى 11 ديسمبر الجاري، دعا مون، زعماء العالم بكلمته في افتتاح المؤتمر، إلى تسريع تحركهم للحيلولة دون زيادة خطيرة في درجة حرارة كوكب الأرض. وقال إن التعهدات التي تقدمت بها أكثر من 180 دولة لخفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري هي بداية طيبة، لكنها ليست كافية لتحقيق السقف المطلوب في الزيادة، وهو درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، الذي يقول العلماء إنه يمكن أن يجنب العالم عواقب خطيرة. وأضاف "يجب أن تكون قمة باريس نقطة فارقة، فالعالم يحتاج لأن نتحرك أسرع وإلى مدى أبعد إذا كنا نريد قصر ارتفاع درجة حرارة العالم على أقل من درجتين مئويتين". ومن جانبه، حض الرئيس الأميركي قادة دول العالم المجتمعين في القمة على العمل منذ الآن لضمان مستقبل البشرية، قال "لقد حطمنا الحجج القديمة بعدم التحرك، وأثبتنا أنه لم يعد هناك تعارض بين النمو الاقتصادي القوي وحماية البيئة".
مسرح الجريمة زار الرئيسان الفرنسي والأميركي مساء أول من أمس، مسرح باتاكلان في باريس، تكريما لذكرى ضحايا المجزرة التي ارتكبها في هذا المسرح إرهابيون في إطار الاعتداءات التي أدمت باريس في 13 نوفمبر الماضي. وجرت الزيارة وسط إجراءات أمنية مشددة ولم يتم الإعلان عنها إلا في اللحظات الأخيرة، وذلك لدواع أمنية. وكانت باريس قد شهدت أول من أمس صدامات بين الشرطة ومتظاهرين شاركوا في مسيرة حول المناخ، أسفرت عن أكثر من 300 عملية توقيف.
غابة افتراضية أُضيءبرج إيفل برسائل أمل وتحول إلى غابة افتراضية، عشية قمة المناخ. ودعت رسائل مضاءة على البرج باستخدام تكنولوجيا ثلاثية، إلى التحول الكامل لمصادر الطاقة المتجددة وحماية غابات العالم. ويهدف المشروع إلى إشراك المواطنين والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق طموح في مفاوضات المناخ. يأتي ذلك انطلاقا من أهداف المؤتمر الذي يسعى إلى إعداد الاتفاق الأول الذي تلتزم بموجبه الأسرة الدولية بخفض انبعاثات غازات الدفيئة من أجل حد ارتفاع حرارة الغلاف الجوي إلى درجتين مئويتين وإعطاء دفع سياسي لعملية المفاوضات التي لا تزال صعبة وغير مؤكدة، لا سيما أنها تطال أسس الاقتصاد والتنمية.