دشن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد برنامج مبادرة "وطننا أمانة"، الذي تنظمه الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، بالتعاون مع إمارة المنطقة، وذلك على مسرح الإمارة. وشهد الحفل كلمة لمدير إدارة التوعية والتثقيف بالهيئة الدكتور موسى العويس أوضح خلالها، أن المبادرة تمثل أهمية لما تحمله من مدلولات ومضامين واسعة لدى أفراد المجتمع، ومنها تعزيز قيم النزاهة، ومكافحة الفساد، وتعزيز قيم الانتماء الوطني، وتعميق الشعور بالمواطنة، عقب ذلك شاهد الحضور عرضا مرئيا بعنوان "النزاهة.. هدفنا". من جهة أخرى، استقبل أمير عسير بمكتبه في الإمارة أمس قائد المنطقة الجنوبية سابقا اللواء الركن مطلق الأزيمع، يرافقه قائد المنطقة المعين اللواء الركن عبدالله القفاري، حيث ثمن خلال اللقاء الجهود التي قدمها الأزيمع خلال فترة عمله بالمنطقة. الفساد جريمة إلى ذلك أوضح وكيل إمارة منطقة عسير سليمان الجريش، أن أهمية المبادرة تنبع من ربط وضع الفساد مع الجانب الأمني، وهذه الحقيقة مهمة جدا لأن الفساد يعد جريمة بشكل عام، وعند أخذ المفهوم العام السطحي البسيط ومن الناحية العلمية فإن موضوع الفساد أثر على الإنسان من أول الخليقة، حيث وجد القتل والزنا والاعتداء بسبب الفساد والظلم، وهو المعوق لكل أشكال التنمية، ولا يجب النظر للفساد على أنه مجرد فساد مالي، فالفساد أنواع قد تصل إلى 22 نوعا، فهناك الفساد السياسي، والإعلامي، والإداري، والمالي، والأخلاقي، وغيرها. وأضاف "جميع الأجهزة الحكومية عندما تعد ميزانيتها في بداية كل سنة مالية، تتضمن الميزانية شروطا وواجبات يصاحبها تعليمات للتنفيذ، ثم في نهاية السنة المالية تبدأ مرحلة الجرد والتصفية، ولكن نجد العمليات التي لم تتحقق بسبب الفساد قد تتجاوز في بعض الحالات 60- 70 %". الفزعة القبلية وقال الجريش "إن المشاريع الحيوية الكبيرة سواء في الشؤون الصحية أو التعليمية أو الطرق نلاحظ أن الفساد يتغلغل فيها، والفساد يتكون من أجزاء عدة تشكل في مجموعها تراكما رهيبا، فكل موظف قد مارس الفساد مارسه بصورة ذهنية بسيطة، والفساد الذي نتحدث عنه كفساد إداري يأتي بصور عدة، وأخطر صور الفساد التي نمارسها صورة الفزعة، فأغلبنا ينتمي إلى مجتمع قبلي ومترابط وكلنا لنا أحباب وكلنا لنا علاقات، فعندما يأتي شخص يمارس ضغوطه عليك على أساس التجاوز عن إجراء معين مثلا عن شخص موقوف أو سجين، أو موضوع يتعلق بجانب خدمة فأنت مارست فسادا قد يتضرر منه آخرين، وقد لا يحاسبك ضميرك لأننا خلطنا بين الإحسان والتجاوز، وخلطنا بين الدين الإسلامي وممارسات المجتمع". نظام المناقصات وأشار إلى أن نظام المناقصات يجب أن يتم تعديله لأن هناك مقاولين لديهم قضايا في المحاكم، وعند المطالبة برفض تقدمهم يكون الرد أن الأمر صعب بسبب النظام، فهنا الفساد عن طريق الخلل بالأنظمة، والنظام المالي لا يزال بحاجة إلى تعديل لأنه صدر بالمرسوم 43 من العام 1373 وهي السنة التي توفي فيها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - والذي وضع أسس مكافحة الفساد حيث كانت أكبر عقوبة تعادل 10 ملايين ريال، ولا زالت حتى اليوم. وبين الجريش أن القضايا التي تباشرها هيئة التحقيق والادعاء العام أو هيئة الرقابة أو المباحث الإدارية وتحال للمحاكم لابد أن تكون إجراءاتها سليمة، ولابد أن ينال كل خصم نصيبه في عملية المحاكمة، ولا تمارس عليه ضغوط، ولا يتعرض لانتهاك حقوقه. "نظام المناقصات يجب أن يتم تعديله لأن هناك مقاولين لديهم قضايا في المحاكم، وعند المطالبة برفض تقدمهم يكون الرد أن الأمر صعب بسبب النظام" سليمان الجريش