كشف حفل افتتاح ملتقى القوافل في نسخته الأولى هذا العام ملامح القوافل العربية وتعاملاتهم بسوق "قرح" العتيق بالعلا في نسخة جديدة، تنظمها هيئة السياحة بمنطقة المدينةالمنورة لسوق "عكاظ"، وذلك بمشاركة عدد من الأدباء والمثقفين والأكاديميين والفنانين التشكيليين والحرفيين من داخل المنطقة وخارجها. وأعاد ملتقى القوافل الذي افتتحه رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أول من أمس في محافظة العلا الشاعر العربي (جميل بثينة) الذي يعد أحد أربعة مشاهير العشق في الأدب العربي، والذي هام على وجهه في الفيافي والبلاد مطارداً بسبب عشقه لبثينة، ويموت بعيدا عن محبوبته ويصبح أسطورة في العشق العذري. واعتبر محافظ العلا سعد السحيمي في كلمته بهذه المناسبة انطلاق ملتقى القوافل الذي تتولى الهيئة العامة للسياحة والتراث تنظيمه سنوياً، امتدادا في جهود القيادة برعايتها المحافل العلمية والفكرية والأدبية والتراثية، وذلك انطلاقا من إيمانها العميق بأهمية بناء الإنسان السعودي المؤمن القوي، القادر على الرقي بوطنه ورفع رايته بين الدول، وتحقيق مجده وعظمته بين الأمم والشعوب". مضيفا أن "ملتقى القوافل" وما يقدمه من برامج ثقافية وعلمية وأدبية وتراثية يشكل جانبا ثريا من موروث هذا الوطن، وترجمة لمسيرة تاريخ مشرق تتجلى عبر فعالياته المتنوعة أصالة الماضي بمفهوم متجدد للموروث الوطني مع تعزيز جانب مشرق لتاريخ عريق من خلال برامج تراثية وأنشطة متنوعة". استعادة تاريخ القوافل واكب حفل افتتاح ملتقى القوافل الأول عرضا فنيا بمشاهد درامية من حياة ابن وادي القرى (العلا) جميل بثينة، قدمه عدد من منسوبي فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة، وركز العرض الفني على مفردة القوافل في سوق "قرح" ومبيعاتهم في الجاهلية، مثل بيع الملامسة والمنابذة تحاكي الواقع القديم في سوق وادي القرى (العلا) ومعاملاتهم التجارية، واجتماع العرب فيه، والذي يعد أحد أهم ملتقى قوافل الحجيج، إذ تعتبر العلا من أهم المحطات التجارية عبر التاريخ، إضافة إلى إرثها التاريخي، حيث قوم ثمود والأنباط وكثير من الحضارات الأخرى، ناهيك عن الإرث الأدبي الغزير الذي أنتجه أبناء الجزيرة العربية، من أمثال جميل بثينة وعدد من الشعراء الذي مروا بالعلا في ملتقى القوافل وسوق قرح. ونجح بطل العمل الفنان المسرحي وائل الحربي في تصدر المشهد المقتبس من كتاب العلا لمؤرخ المدينةالمنورة الدكتور تنيضب الفايدي الذي خصصه لرصد تاريخ العلا القديم وأعلام الرجال الذين عاشوا فيها قديما. يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تدعم عددا من البرامج السياحية والثقافية، تزامنا مع الملتقى الذي انطلق أول من أمس، ويستمر أسبوعا، وتنظيم رحلات سياحية في محافظة العلا التاريخية، بحضور رجال الفكر والأدب والثقافة ومهتمين بالتراث الوطني، تعبر عن رؤية ملتقى القوافل وأهداف الجهات المنظمة في إطلاقه بمحافظة العلا. جميل بثينة • جميل بن عبدالله بن معمر العذري القضاعي، ويُكنّى أبا عمرو (ت. 82 ه/701 م) • شاعر ومن عشاق العرب المشهورين. • كان فصيحًا مقدمًا جامعًا للشعر والرواية. • كان في أول أمره راوية لشعر هدبة بن خشرم، كما كان كثيّر عزة راوية جميل فيما بعد. • لقب بجميل بثينة لحبه الشديد لها • نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة من شعراء العصر الأموي. •كان جميلا حسن الخلقة، كريم النفس، باسلاً، جوادًا، شاعرًا * صاحبته بثينة وهما جميعًا من عذرة وكانت تُكنى أمّ عبدالملك • افتتن بها وهو غلام صغير، فلما كبر خطبها من أبيها فرده وزوجها من رجل آخر. فازداد هيامًا بها، وكأن يأتيها سرًّا ومنزلها وادي القرى فتناقل الناس أخبارهما. • قبيلة "عُذرة" -ومسكنها في وادي القرى بين الشام والمدينة- مُشتهرةً بالجمال والعشق.