فيما أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن نسبة السعوديين المتورطين في تهريب وترويج المواد المخدرة داخل المملكة خلال العام الفائت 1436 بلغت 37%، وكانت النسبة الأكبر في هذا الشأن للأجانب ب63%، استبعد احتمال وجود أجندة دولية خارجية داعمة لتلك العصابات، معللاً ذلك بأن الحكومات تحرص على أن تبتعد عن هذه العمليات خشية انكشافها، مشيراً إلى أن تلك العصابات التي تهرب وتروج هذه المواد المخدرة تسعى إلى الكسب المادي في ظل غياب الرادع الديني والإنساني لخطورتها على المجتمع أو حرمة ريع تلك المبيعات. جاء ذلك خلال مؤتمرٍ صحفي عقده اللواء التركي أمس في مقر نادي ضباط قوى الأمن بالرياض، للحديث عن تفاصيل بيان وزارة الداخلية الصحفي الصادر أمس، وتناول نتائج المهمات الأمنية التي نفذها رجال الأمن لمكافحة وإحباط تهريب وترويج المخدرات خلال "جمادى الأولى، وجمادى الثاني، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال" من العام الماضي 1436، ونتج عنها القبض على 1309 متهمين متورطين في تهريب وترويج المخدرات وضبط ما في حوزتهم منها. جرائم التهريب أرجع المتحدث الأمني بوزارة الداخلية انخفاض جرائم تهريب وترويج المخدرات في المملكة إلى عدد من الأسباب، في مقدمتها وعي المواطن الذي بات مرتفعاً، فيما يتعلق بأضرار وخطورة آفة المخدرات، وانعكاساتها السلبية للغاية على الفرد والأسرة والمجتمع، فيما جاءت اليقظة والخبرة لدى رجال الأمن في المملكة كثاني أسباب تراجع معدلات جرائم تهريب وترويج المواد المخدرة خلال العام الفائت عن الأعوام الثلاثة التي سبقته. يقظة الجهات الأمنية أوضح اللواء التركي أن هناك عددا من العوامل التي تكاملت، لتسهم بجانب وعي المواطن ويقظة رجل الأمن في انخفاض النسبة العامة لترويج وتهريب المخدرات داخل المملكة، مثل تنفيذ الأحكام الشرعية في حق من ثبت تورطهم في مثل هذه الجرائم، إلى جانب العمل الأمني النموذجي على حدود المملكة، والتعاون البارز فيه بين عدد من الجهات المعنية، على غرار الجمارك السعودية، والتنسيق الجاري بينها، بتناغم وتفاهم وسرعة ودقة متناهية. تعاون الدول المجاورة عزا المتحدث الرسمي انخفاض المضبوطات من مادتي الأمفيتامين إلى 45% والحشيش إلى نحو 23% مقارنة بما تم ضبطه السنة الماضية إلى كونهما يهربان عن طريق الحدود البرية للمملكة الجنوبية والشمالية، فالحشيش الذي يتم ضبطه على الحدود الجنوبية للمملكة قطعت قوات التحالف الطريق عليه، علاوة على الوجود الأمني الكثيف على تلك الحدود، بينما مادة الأمفيتامين التي عادة ما يتم ضبط كميات كبيرة منها على الحدود الشمالية لم تعد تجد الناقل لها حتى تصل إلى الحدود، كما هو في السابق، مما أضطر هؤلاء إلى محاولة إنتاجها بالداخل من خلال ضبط مكبس خاص بتصنيعها، إضافة إلى التعاون المشترك بين المملكة وبعض الدول العربية المجاورة. تأمين الحدود لفت اللواء التركي إلى الخطط الأمنية التي وضعت في الحسبان الاضطرابات التي تشهدها المنطقة سياسياً وأمنياً، وتبعات ذلك فيما يتعلق بإنتاج وتهريب المخدرات والعمل في هذا الشأن بشكل أكثر ارتياحاً وبتركيز أعلى، حين شددت تلك الخطط الأمنية على تأمين الحدود بشكلٍ يزيد من الصعوبات والعوائق التي تواجه عمليات نقل المواد المخدرة إلى داخل البلاد، مؤكداً أن تلك الخطط حققت نجاحاً كبيراً. تراجع نسب التهريب ذكر اللواء التركي أن المواد المخدرة المهربة والمروجة تنوعت بين حبوب الأمفيتامين والحشيش المخدر والهروين الخام ومادة الشبو المخدرة والأقراص الخاضعة لتنظيم التداول الطبي، مؤكداً أن نسب انخفاض أو ارتفاع تهريبها إلى الوطن أو ترويجها داخله اختلفت عام 1436 الماضي عن الأعوام التي سبقته، حيث تراجعت نسب تهريب وترويج حبوب الأمفيتامين والحشيش المخدر، فيما ارتفعت إلى حد ما نسب تهريب وترويج مادة الشبو المخدرة والأقراص الخاضعة لتنظيم التداول الطبي. عوائد بيع المخدرات بين التركي أنه يقابل ذلك الانخفاض في ضبط مادتي الأمفتيامين والحشيش ارتفاع ملحوظا فيما يتم ضبطه من مادتي الهروين التام والشبو والأقراص المعدة للتجهيزات الطبية، مشيراً إلى أن الأموال المضبوطة على الأرجح أنها من عوائد البيع لا التمويل. وشدد على أن العمل جارٍ على نطاق واسع جداً للتعامل مع هذه المعدلات، سواء كانت منخفضة أو مرتفعة، لا سيما أن الجهات المعنية في وزارة الداخلية والجمارك السعودية اعتادت القيام بجهود أمنية وبحثية حثيثة، للوصول إلى نتائج دقيقة في هذا الصدد، تدعمها خبرات متراكمة وتنسيق عالي المستوى فيما بينها، لتحقيق إنجازات اعتادت على تحقيقها في هذا الشأن. ممارسات إجرامية أكد متحدث الداخلية أن القبض على العصابات الدولية التي تمارس تهريب المخدرات يتطلب تعاوناً دولياً وتنسيقاً متواصلاً بين الجهات الأمنية في البلدان المستهدفة من هذه العصابات والمتضررة من ممارساتها الإجرامية، وأن ذلك يتطلب جمع معلومات دقيقة جداً وغاية في التفصيل عن هذه العصابات وأعمالها، ومن ثم التنسيق والعمل على إحباط مخططاتها والقبض على أفرادها. ونوه اللواء التركي بالعمل التوعوي والوقائي لبرنامج "نبراس"، الذي تقوم عليه المديرية العامة لمكافحة المخدرات، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بالتعاون مع عدد من المؤسسات المدنية.