لو جمعنا كل التصريحات التي أدلى بها جميع المسؤولين الذين تعاقبوا على وزارة الإسكان، وفكرنا بعمق في أن كل كلمة من تلك التصاريح تعادل "طوبة"، لاستطعنا بناء 30% من الاحتياج الفعلي من المساكن، والحقيقة أنني لا أبالغ هنا، ذلك لأنه مجرد "فكر" فقط!. يفترض أن تكون هذه الأزمة قد أصبحت في متناول الوزارة، خاصة أنها لا تحتاج إلا إلى قليل من الإصغاء للحلول التي يقدمها المختصون والمحللون، ويفترض أن تكون "الإسكان" قد وصلت إلى مراحل متقدمة من التنفيذ والمعالجة لأزمة الإسكان، وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظه الله، والذي يحرص على تذليل المعوقات التي تعترض طريق حل الأزمة، ولكن جرت العادة أن يفتتح كل مسؤول يتسلم هذه الوزارة بتصريح يمزج الفكاهة بالغبن، وكأنهم يقولون لنا: "لا شيء نقدمه"!. استمتعنا واندهشنا كثيرا للتحليل المنطقي الذي قدمه وزير الإسكان لوصف مشكلة الإسكان وتعريفها بأنها أزمة فكر، ولكنه لم يوضح لنا هل هي أزمة يعاني منها المواطن أم المسؤول؟! فالحقيقة، أن المواطن وصل إلى مرحلة لم يعد يهتم بنوعية ومواصفات بيت العمر، وأجزم أنه سيكون قنوعا لو عرضت عليه الإسكان شقة صغيرة تأويه وعائلته. المهم، أن يرى فعلا لا قولا، لقد أصبح من الواضح لنا أن مشكلة الإسكان باختصار ليست أزمة فكر، وإنما هي "أزمة ثقة".