عاد الهدوء إلى حي العوالي "جنوب شرق العاصمة المقدسة" بعد الأنباء التي ترددت عن وجود حمم بركانية، حيث أظهرت التحقيقات، وعمليات البحث والتحليل، التي أجرتها الأجهزة الحكومية المعنية، أن مصدر النيران التي كانت تنبعث من الحفرة كيبل كهربائي قديم مدفون تحت الأرض. وأشار الناطق الإعلامي المكلف بالدفاع المدني في العاصمة المقدسة النقيب صالح العلياني إلى تشكيل لجنة بإشراف مباشر من مدير إدارة الدفاع المدني بمكةالمكرمة العميد جميل أربعين، للوقوف على الموقع، حيث تبين للجنة وجود حفرية بحي العوالي تتصاعد منها الأدخنة، وحين عملت حفرية بعمق متر تقريباً، بحضور الجهات ذات العلاقة، وهي مصلحة المياه، وشركة الكهرباء وأمانة العاصمة المقدسة، اتضح أن الأدخنة تتصاعد من كيبل كهرباء أرضي. وأوضح العلياني أنه تم عمل محضر بالواقعة مع الجهات المشاركة، وتسليم الموقع إلى شركة الكهرباء؛ لمعالجة الأمر حسب الاختصاص. من جانبهم، أكد عدد من الأهالي أن المشكلة بدأت في رمضان المنصرم حينما كان يسمع دوي صوت انفجار كبير في أوقات متقطعة، فتم إبلاغ الجهات المعنية غير أنها لم تتعامل مع الموضوع باهتمام كبير في البدء، ولم تتحرك جديا إلا في اليومين المنصرمين، بعدما ترددت أنباء عن وجود حمم بركانية، الأمر الذي أثار الخوف والهلع في نفوس سكان الحي. وأوضح المواطنون إبراهيم الثبيتي، وصالح أحمد، وسعيد الهذلي، وعبدالرحمن عبدالمجيد، أن أهالي العوالى عاشوا أول من أمس يوما عصيبا بعد الشائعات التي ترددت عن وجود حمم بركانية في حي العوالي، مشيرين إلى أن تصريح رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الذي نشرته "الوطن"، وأكد فيه أن حي العوالي ليس منطقة بركانية أدخل الأمل والثقة في نفوس الأهالي وأزال عنهم الخوف والقلق. واستغرب الأهالي من ارتكاب شركة الكهرباء خطأ جسيما، أثار الخوف والذعر في نفوس الأهالي، مضيفين أن الشركة سبق أن عاينت الموقع مفيدة بعدم وجود كيبل مجروح نهائيا. من جهة ثانية، بدأت شركة الكهرباء أمس عمليات الحفر لإخراج الكيبل القديم الذي تسبب في الاشتعال، وأصوات الدوي التي أثارت مخاوف الأهالي. وقال مستشار مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، وأستاذ الكيمياء بجامعة أم القرى الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني "لقد انتهت المشكلة التي أوجدت ذعرا شديدا بين سكان مكةالمكرمة والمسؤولين, حيث تبين أن السبب كيبل قديم ما يزال موصولا بالتيار الكهربائي ومدفون تحت باطن الأرض". ولفت إلى أن المشكلة زادت تعقيدا بعدم التعامل معها بجدية. وتساءل التركستاني عن ترك شركة الكهرباء كيبلا أرضيا ممدودا دون الاستفادة منه، موضحا أن أحد المهندسين القدامى في الشركة قال له إن العاملين في شركة الكهرباء من الجاليات الهندية والباكستانية، كانوا يقومون بتمديدات كهرباء دون علم الشركة مقابل مبلغ من المال، ولا تسجل هذه التمديدات ضمن منظومة الشركة، وبالتالي لا يفصل التيار عنها، لأنها أصلا غير مقيدة. وطالب التركستاني شركة الكهرباء بإعداد دراسة كاملة عن مكة وغيرها من المدن، للتأكد كلياً من عدم تكرار مثل هذه المشكلة.