تترقب الأوساط السياسية اللبنانية بحذر اجتماع الحكومة الأسبوع المقبل المخصص لبحث ملف شهود الزور ذوي الصلة بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري بعدما كان رئيس مجلس النواب والحليف التوأم لحزب الله نبيه بري قد هدّد بعدم حضور جلسات مجلس الوزراء في حال لم يطرح ملف شهود الزور. وفي التطورات الخاصة بهذا الملف قالت مصادر قضائية ل "الوطن" إن تقرير وزير العدل إبراهيم نجار حول ملف شهود الزور والذي سيعرض على مجلس الوزراء سيشكل مفاجاة بالنسبة إلى وزراء المعارضة، رافضة الإفصاح عن طبيعة المفاجاة. ولفت أمس ولليوم الثالث على التوالي إعلان عدد من نواب تيار المستقبل والأكثرية تأكيدهم على أن البحث في قضية شهود الزور سيوصل إلى أماكن لن تسر المعارضة، وقال النائب عقاب صقر إن الأكثرية ستذهب بالقضية حتى نهايتها. وفي السياق نفسه فإن اتصالات بعيدة عن الأضواء تجري على مستوى كبار المسؤولين في إطار الجهود لاحتواء التوترات في ظل قرار أركان الدولة بتكليف الجيش ضبط الأمن ومنع أي محاولة للتعدي على الاستقرار العام. وجاء ذلك بعد وقوع أحداث أمنية حصلت خلال الأسبوع الحالي وسجلت أمس أحداث أخرى أهمها معركة بين عمال سوريين وأفراد من الجيش اللبناني في مدينة النبطية الجنوبية. كما وقعت في الضاحية الجنوبية لبيروت اشتباكات مسلحة بين عناصر حزبية وأفراد من عائلة شمص استعملت فيها الأسلحة الرشاشة. من جهة أخرى، أقدم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على خطوة نادرة تمثلت بظهور علني له حيث قام بزرع شجرة "أمام منزله" مختتما حملة بيئية استهدفت زرع مليون شجرة، كما أعلن الحزب أمس. وبثت قناة المنار التابعة للحزب أمس شريطا مصورا لنصر الله وهو يزرع شجرة قرب مبنى قيد الإنشاء بحضور وزير الزراعة حسين الحاج حسن والنائب علي عمار. وقال نصر الله في كلمة مختصرة "وفقنا اليوم بزرع الشجرة رقم مليون من حملة زرع مليون شجرة التي قامت بها خلال الاشهر الماضية مؤسسة جهاد البناء" التابعة لحزب الله. ودعا "كل مواطن لبناني إلى زرع شجرة أمام منزله". ويعود آخر ظهور علني لنصر الله الى أكثر من سنتين. وهو عادة ما يتحدث عبر شاشة عملاقة. ومن المتوقع أن يلقي اليوم كلمة للمناسبة البيئية هذه، على أن تتخللها مواقف تتطرق إلى قضايا سياسية راهنة.