وسط تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وفي اجتماع عربي طارئ، دان مجلس جامعة الدول العربية الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل وإرهاب المستوطنين، وما يرتكبه جنود الاحتلال من انتهاكات جسيمة، وجرائم فظيعة ترقى إلى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، من قتل، واستيطان، وتهويد، وتطهير عرقي مستمر. ووجه المجلس في ختام دورته غير العادية بالرياض أمس، وخلال اجتماع على مستوى وزراء الخارجية برئاسة وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، ومشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، بيانا وجه فيه التحية لصمود الشعب الفلسطيني لدفاعه المستمر عن أرضه ومقدساته في تصديه لهذه الممارسات الخطيرة. وحمّل المجلس في قرار بعنوان "توفير الحماية الدولية في أرض دولة فلسطين" حكومة الاحتلال المسؤولية القانونية عن هذه الجرائم، مؤكدا على ضرورة العمل لتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية، ودعا الوزراء المجتمع الدولي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن، واتخاذ إجراءات فورية لإلزام إسرائيل بوقف هذه الإجراءات، التي تمس بأمن واستقرار المنطقة، وتقوض عملية السلام. انتهاك للقانون الدولي أكد المجلس على عدم شرعية وقانونية المستوطنات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والتي تمثل انتهاكا للقانون الدولي وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة، مطالبا المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن اتخاذ الإجراءات العادلة الكفيلة بوقف الاستيطان. وقرر المجلس تكليف اللجنة الوزارية العربية التي شكلتها قمة شرم الشيخ بمواصلة جهودها واتصالاتها مع الهيئة الدولية المعنية، لحشد التأييد الدولي لاستصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد على أسس ومرجعيات مبادرة السلام العربية عام 2002، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وفق إطار زمني محدد يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس على حدود يونيو 67. تهويد القدس قال وزير خارجية فلسطين رياض المالكي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع، إن بلاده تتعرض لأبشع أنواع العدوان من قوات الاحتلال، مشيرا إلى أن مدينة القدس تشهد هجمة شرسة تهدف إلى تهويدها، داعيا إلى ضرورة كشف حملة التضليل التي يقودها بنيامين نتانياهو، الذي يسعى للترويج إلى أفكار كاذبة، وإخفاء نوايا إسرائيل المبيتة ضد المسجد الأقصى. نظام خاص وكلف المجلس اللجنة الوزارية العربية بإجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لإعداد نظام حماية دولي خاص بفلسطينالمحتلة، في إطار الدراسة التي أعدتها الأمانة العامة للأمم المتحدة، حول السوابق في هذا الخصوص، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وطالب الوزراء مجلس الأمن باستصدار قرار بشأن توفير الحماية الدولية، وإنفاذ قراراته المتعلقة بوقف انتهاكات إسرائيل الجسيمة، التي تشكل إخلالا وتهديدا للسلم والأمن الدوليين، وذلك بصورة فورية. قضية العرب من جانبه، أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في كلمته الافتتاحية، أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، واستمرارها دون حل عادل يشكل الجاذب الأساس لقوى الإرهاب والتطرف بالمنطقة، كما تظل هذه القضية مفتاح أمن وسلم في المنطقة فهي أساس كل التوترات، مطالبا مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته لضمان حماية وسلامة الفلسطينيين.