ل"صوره المحددة المعالم للمقاومة والتمرد والهزيمة" في أعماله التي "تجسد هيكليات السلطة" منحت الأكاديمية السويدية للعلوم أمس الروائي البيروفي ماريو فيرجاس يوسا (74 عاما) جائزة نوبل للآداب 2010، مضيفة في حيثيات منحه الجائزة: أنه "راو موهوب قادر على تحريك مشاعر القراء". جائزة الآداب التي تقدر قيمتها ب10 ملايين كرونة سويدية (1,5 مليون دولار) هي رابع جائزة يتم الإعلان عنها من جوائز نوبل الست لهذا العام، بعد جائزة الطب والفيزياء والكيمياء، ولم يعد يبقى إلاّ جائزة نوبل للسلام التي ستعلن الأكاديمية عن الفائز بها اليوم، وجائزة نوبل للاقتصاد التي ستعلن عنها الاثنين المقبل. ويعتبر الفائز بجائزة الآداب لهذا العام كاتبا كلاسيكيا معاصرا وصاحب أعمال مستوحاة من التاريخ بأشكال سردية مجددة، وله أكثر من 30 عملا أدبيا تنوعت بين الرواية والمسرحية والمقالة، ومن أشهر أعماله "محادثة في الكاتدرائية"، و"البيت الأخضر"، وسبق أن نال عدة جوائز أدبية أبرزها جائزة ثرفانتس، وهي أعرق جائزة لكاتب باللغة الإسبانية، بالإضافة إلى تداول اسمه كمرشح لنوبل لمرات عديدة. وأول نجاح كبير له كان عبر رواية "البيت الأخضر" التي صدرت بالإنجليزية عام 1966، ومن ذلك الحين واصل تأليف روايات معظمها يعالج مواضيع سياسية والتاريخ المضطرب في دول أميركا اللاتينية. وقال الأمين الدائم للأكاديمية السويدية للعلوم بيتر إنجلوند: إن أعمال يوسا تأتي في نفس إطار عمل العديد من المؤلفين الذين يحبهم البيروفيون، في إشارة إلى "اهتمامه بالمجتمع". وأضاف في حديث للإذاعة السويدية بعد إعلان الجائزة: "يرى يوسا أن المؤلفين لا ينبغي عليهم فقط تقديم المتعة، وإنما توضيح الطريق، ورواية الحقيقة". ولد يوسا في مدينة أريكويبا (إحدى أكبر المدن في البيرو) في 28 مارس 1936، ونال الجنسية الإسبانية عام 1993، بعد ثلاث سنوات على هزيمته في الانتخابات الرئاسية البيروفية أمام ألبرتو فوجيموري. وأمضى سنواته الأولى مع والدته وجده في مدينة كوشاباما في بوليفيا قبل أن يعود إلى البيرو عام 1946، ثم أصبح صحفيا، وانتقل إلى فرنسا عام 1959 حيث عمل مدرسا للغة وصحفيا لدى وكالة فرانس برس، وكذلك لدى التلفزيون الفرنسي قبل أن يصبح معروفا بمؤلفاته. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تمنح فيها نوبل للآداب لكاتب من أميركا الجنوبية منذ عام 1982 حين منحت للكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز.