شارف العام على الرحيل، وكما جرت العادة أن تصطحب الأيام الأخيرة من العام انتشار رسائل الاعتذار، وطلب العفو عبر الجوال والإيميلات المتداولة بين أعداد كبيرة من الناس خلال هذه الأيام، فيما أكد البعض عدم اقتناعهم بهذه الرسائل، فأيام الله سواء، ويجب بين كل فترة وأخرى أن يجدد الفرد عهد مودته وصفحه للآخرين. بغض النظر عن التوقيت الزمني ونهاية الأعوام. من بين الأشخاص الذين لاحظوا ظاهرة هذه الرسائل عبد الهادي عسيري الذي يقول "نهاية هذا العام شهدت انتشار رسائل الاعتذار وطلب العفو والصفح والدعاء، وطلب فتح صفحة جديدة للعام القادم سواء على البريد الإلكتروني أم الجوالات، وهذه أصبحت عادة لدى البعض أكثر من كونها ضرورة أو رغبة حقيقية في تجديد المشاعر، مؤكدا أن الفرد بحاجة دائمة لتجديد مشاعره مع الآخرين. بغض النظر عن التوقيت الزمني. ويضيف عبد الله الأحمري "أرسلت من جوالي ومن بريدي الإلكتروني منذ منتصف الشهر الحالي أكثر من 580 رسالة اعتذار نصها: العام الحالي يودعنا بكل ما حملته أيامه من فرح وترح، والعام الجديد يقبل أطلبكم أن تقبلوا تجديد عهدي لكم بالصفاء والصفح والاعتذار إن أسأت بحقكم، وليكن العام القادم مفعما بالتسامح". فيما أشار علي فايع إلى أن انتشار مثل هذه الرسائل نهاية كل عام أمر إيجابي يدل على استشعار الناس لقيمة مرور الوقت. حتى لو بعد سنة من مروره، ورغبة المرء في تغيير الكثير من أخطائه أو تعديلها إيذانا بدخول عام جديد خال من الأحقاد والكراهية. ومن جانبه يقول الأخصائي الاجتماعي خلف الشمري إن "النفس البشرية بطبيعتها تحمل جانبا من اللوم الذاتي على الخطأ أو التقصير سواء بحق الله أو بحق الذات والآخرين، ولذلك، فنجد بداية كل عام فرصة مناسبة لإثارة مشاعر الندم على الخطأ أو رغبة في تجديد مشاعر المودة والإخاء مع الآخرين، ولعل سلوك هذه المشاعر هو مثل هذه الرسائل، فيما لا شك أن الفرد أيضا يشعر بشيء من الرغبة في تجديد سلوكياته مع بداية العام الجديد، وليس بالضرورة أن يكون أي فرد يرسل مثل هذه الرسائل مستشعرا فعلا لخطأ ما أو راغبا بجدية في تجديد مشاعره وإنما البعض اتخذها كعادة بغض النظر عن أثرها أو أبعادها الإيجابية.