كشف محافظ الجوف اليمنية حسين العجي العواضي في حوار مع "الوطن" أن المخلوع علي صالح قام بتسليح متشددي تنظيم القاعدة بشكل واضح وجلي، مستشهدا على ذلك بما حدث في المكلا بحضرموت، وبيحان شبوة، حيث سلمت ألوية بكامل عتادها إلى القاعدة. وأكد العواضي أنه رغم وجود الحوثيين في أغلب مديريات الجوف، إلا أنهم لم يستطيعوا السيطرة على المحافظة نتيجة لاتساع مساحتها وعدم موالاة أغلب السكان لهم، من قبائل "دهم" التي أعلنت موالاتها للشرعية ووقوفها إلى جانب الرئيس عبدربه منصور هادي. وشدد المحافظ على أن الجوف تعد من أهم المحافظات التي باستطاعتها قلب الموازين والتعجيل بإنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية، حيث إن مساحتها تصل إلى 40 ألف كيلومتر، وتمتلك أكبر حدود مع السعودية، التي تقود قوات التحالف المساندة للشرعية، وترتبط المحافظة مع محافظات أخرى تشكل الحاضنة ومراكز ثقل للقوى الانقلابية وهي: صنعاء، وعمران، وصعدة. فإلى تفاصيل الحوار: خاضت قبائل الجوف معارك مع الحوثي قبل سنوات، عندما حاول التوغل، ولكن أخيرا تمكن من ذلك، ما هو السبب؟ أبناء الجوف كانوا سدا منيعا في مواجهة التمدد الحوثي حتى 2011، ولكن نسبة لتظاهر بعض شباب الحوثيين بالمشاركة في الثورة على المخلوع، ركزوا جهودهم على التوسع في معظم المحافظات، ومن ضمنها الجوف، إلا أن شبابنا أدركوا منذ وقت مبكر مآربهم ومشاريعهم الخاصة المدعومة من إيران، فعملوا على وقف هذا التمدد، ما أدى إلى نشوب القتال في مديريات الغيل، والصفراء، وبراقش، وغيرها. واستمرت هذه الحرب حتى سقوط صنعاء في 21 سبتمبر. حيث تمكنوا بعدها من التوغل في كثير من مديريات الجوف. ما صحة تسريب أسلحة ثقيلة من مستودعات المخلوع لتنظيم القاعدة في منطقتكم؟ المخلوع لا يسرب الأسلحة إلى القاعدة، إنما يقوم بتسليحها بشكل واضح ومتواصل، وفتح أمامها مخازن الجيش لتأخذ ما تشاء من أسلحة ثقيلة، وخير مثال على ذلك ما حصل في المكلا حضرموت وبيحان شبوة، حيث سُلمت ألوية بكامل عتادها لقوى التطرف. هل يستخدم الحوثي المواقع التي استولى عليها في الجوف لقصف الحدود السعودية؟ لا شك أن أول أهدافه من اجتياح الجوف التسلل للحدود مع المملكة، بهدف استخدامها كمنصة لقصف القرى الحدودية، إلا أن طبيعة الجوف الجغرافية وولاء أغلب السكان للشرعية يجعله عاجزا عن تحقيق هذه الغاية. يشاع أن هناك خلافا بين الحسن أبكر والشيخ أمين العكيمي حول قيادة المقاومة، ما صحة ذلك؟ لا علم لي بأي خلاف، و كل ما أعرفه أن الرجلين تربطهما علاقة أخوية ومصير مشترك وهما من القيادات البارزة المناصرة للشرعية والمناهضة للانقلابين. أما المقاومة فتتبع القيادة الشرعية بعد قرار الرئيس باستيعابها في إطار الجيش الوطني. ما نسبة وجود موالين للحوثيين والمخلوع في محافظتكم؟ هناك من أبناء المحافظة من يوالي الحوثيين لسبب أو آخر، ولكن الأغلبية الساحقة من أبناء الجوف تناهض هذه الحركة الدخيلة ولا تشكل الجوف حاضنة لهم. هل صحيح أن تحرير صنعاء يبدأ من الجوف ومأرب؟ لا يختلف اثنان على ذلك بحكم الطبيعة الجغرافية والترابط السكاني، وبالذات من جهة الجوف المتداخلة مع المديريات والقبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء، ولأن الشرعية تحظى بتأييد في هاتين المحافظتين، وكذلك يدين أغلب أبناء هذه المناطق بولاء عميق للمملكة وقيادتها. هل تعملون على توثيق جرائم الميليشيات المتمردة لتقديمهم للمحاكمة لاحقا؟ لا شك أن هناك منظمات محلية بالمحافظة وعلى مستوى البلاد، ومنظمات دولية تقوم بهذه المهمة، ومن ارتكبوا الجرائم سوف يحاكمون وينالون عقابهم، وأكبر محكمة هي محكمة الشعب الذي لن يغفر لهم ما ارتكبوه من جرائم بحق الوطن. هل هناك تنسيق بين مقاومة الجوف والمقاومة في المحافظات المجاورة كشبوة ومأرب؟ التنسيق قائم والخطة العسكرية التي أقرت بإشراف رئاسة الأركان وحضور قادة المناطق هي خطة موحدة للمحافظات الثلاث. ما هو موقف أبناء الجوف المنتمين لحزب المخلوع من الحرب على محافظتهم؟ الكثير من قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام يقفون ضد هذه الحرب، ويشاركون مع قوات الشرعية، والقرار الأخير الذي اتخذته قيادة الحزب بعزل المخلوع من رئاسة المؤتمر سوف يدفع الكثير من كوادر المؤتمر لموالاة الشرعية ومناهضة الانقلابيين. هل صحيح ما أشيع أن بعض مشايخ القبائل يوالون الميليشيات؟ نعم، هناك قلة توالي الحوثي، وإذا أحسن التعاطي معهم فسوف يغيرون ولاءهم لصالح الشرعية، وكثير منهم يتواصلون معنا لهذه الغاية والمطلوب هو العمل على استيعابهم. هل تمكن الحوثيون من التسلل إلى صفوف المقاومة؟ المقاومة موحدة الصفوف، ومؤمنة بقضيتها العادلة، والصحيح أن لديها عناصر في أوساط الأعداء يمدونا بالمعلومات الدقيقة عن كل نشاطاتهم، وأنواع أسلحتهم وتمركز قواتهم، وحقول الألغام التي زرعوها في كل مكان في الجوف. ما هو الموقف العام بالنسبة لقبائل الجوف مما يجري؟ الموقف موحد تقريبا، ولأن الغالبية العظمى من أبناء المحافظة ينتمون لقبيلة دهم التي كانت واضحة في رفض وجود الانقلابيين وتمسكها بالسلطة الشرعية.