أكد المتخصص في العلوم البيئية بمركز الأبحاث والدراسات البيئة بجامعة جازان الدكتور الحبيب خميرة أن عزوف الأيادي العاملة المحلية عن العمل في الزراعة والاعتماد على العمالة الوافدة غير المدربة يعد من أهم مسببات تدني الإنتاج الزراعي في المنطقة الجنوبية جازان وعسير ونجران والباحة، إضافة إلى ضعف البنية التحتية لتقنيات ما بعد الحصاد مثل التبريد الأولي والفرز والتعبئة والنقل المبرد والتخزين المبرد، وهذا يزيد من نسبة الهدر. كما أن صعوبة التحول إلى الزراعة المروية المكثفة التي تعتمد على الري والتسميد الكيميائي والبذور والأصناف المحسنة مرتفعة الإنتاج. وتابع الدكتور خميرة أن من المشكلات الأخرى التي تعيق تطور الزراعة في المنطقة قلة الأمطار وعدم انتظامها ونقص مياه الري، إضافة إلى تملح التربة خصوصاً في المناطق الساحلية، وقال إن صغار المزارعين يسهمون في الحد من إمكانية تبني تقنيات متطورة في الإنتاج ويحد من قدرة المزارع على تسويق منتوجه والحصول على مردود أفضل. وكشف الدكتور الخميرة عن مشروع لدراسة المقننات المائية لشجرة البن بتمويل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، يهدف إلى اختبار طرق ري جديدة مقتصدة للمياه مثل التجفيف الجزئي بمنطقة الجذور، والتحكم في المقننات المائية لتحسين كفاءة استخدام المياه إلى جانب تحديد عتبات تحمل الملوحة للأصناف الرئيسية المزروعة في المملكة، علاوة على ذلك ستتم دراسة إمكانية زراعة البن تحت ظل الغطاء الشجري العالي لزيادة كفاءة استخدام المياه وتقليل الآثار السلبية للملوحة، مشيراً إلى أن هذه الطرق تنعكس إيجاباً على حجم حبات البن وجودتها، كما أن الدراسة ستتطرق كذلك للفطر الميكوريزي التكافلي الموجود على الجذور ومساهمته في تغذية الأشجار بالماء والمعادن.