تنوعت مشاركة نادي أبها الأدبي في الاحتفاء بالوطن الوطني ال85 للمملكة، حيث نظم مساء أول من أمس بمقره في أبها فعالية بعنوان "الوطن في وجدان الشعراء السعوديين"، قدم لها وأدارها الدكتور ياسر آل مدعث، وشارك فيها عضوا هيئة التدريس بجامعة الملك خالد الدكتورة مريم الغامدي والدكتور أحمد التيهاني. وعرجت الغامدي على استحضار الشعراء السعوديين للمعاني والقيم التي قامت عليها الدولة السعودية. واستعرضت ما نُظم من ملاحم شعرية بعد انتصارات الملك عبدالعزيز. واختتمت الغامدي ورقتها بالحديث عن تجارب الشعراء في القصائد الوطنية حتى وصلت إلى جيل الشباب، مبينة أن الوقائع والأحداث أثرت تأثيرا مباشرا في شعر الشعراء الشباب، عادة أنها رسمت ملامح لغة جديدة تتجاوز التقريرية والمباشرة إلى التجاوز في الصور. أما ورقة الدكتور أحمد التيهاني فخصص جزئية منها لما يرى أن توضيحها مهم، وهي الفرق بين ما وصفه ب"شعر المدح الترزقي"، وشعر مدح الانتماء"، وقال في استهلال ورقته إنه سيتضح للمتأمل في قصيدة المدح عند الشعراء السعوديين، والتي يلحظ فروقا في الأسباب والثوابت بين قصيدة المدح الوطني عند هؤلاء، وقصيدة المدح المجردة في الشعر العربي القديم، ذلك أن قصيدة المدح عند الشعراء السعوديين صارت ممزوجة بالحس النابع من الوجدان، بل إنما في الغالب قصيدة وطنية تستحضر بإيمان كامل إيجابيات الأحوال في ظل الوحدة الوطنية، ما يجعل القول إن قصيدة المدح عند الشعراء السعوديين تهدف إلى الكسب المادي قولا مردودا، وإن نال الشاعر عطية لم تكن هي الباعث على القول، ولم يكن إلا التقدير والاحترام، كما لم تكن قصائد المدح عند شعراء الجيل الأول إلا نتيجة ابتهاجهم بتغير الأحوال، وهذا لا ينفي وجود بعض المطامع. واستعرض التيهاني في ختام ورقته، بعض الأحكام العامة التي يطلقها الباحث، والتي اتسمت بالتعميم ولعل ذلك عائد إلى قياسهم قصيدة المدح التقليدية دون النظر لاقترانها بالروح والانتماء والوطنية.