ربما لا يخفى على المتخصصين والباحثين في فسيولوجيا المرأة قدرتها على ممارسة أعمال ومهارات تفوق قدرات الرجل في كثير من الأحيان: فالمرأة تتمتع بخصائص مختلفة كثيرة عن الرجل، فمثلا المرأة تستطيع القيام بعدة أعمال في آن واحد، وكذلك ذكاؤها العاطفي، وصبرها يفوق الرجل، ما يمكنها من إنجاز مجمل الأعمال بطريقة احترافية عالية. كما أنه لا يخفى على كثيرين أهمية دور المرأة في بلدنا السعودية، كمعلمة وطبيبة ومدربة وريادية، وكثير من الأعمال التي برعت فيها. وربما يطول النقاش على آلية عمل المرأة مستثمرةً وسيدة أعمال في وطننا الحبيب: هل هو مفعل؟ هل هو مُرضٍ؟ أم يحتاج إلى تطوير؟ إن ما رأيناه في منتدى سيدات الأعمال، والذي خُتمت فعالياته قبل فترة في الرياض، استوقفني، وأحببت طرح بعض النقاط التي أرى أنها ستفيد في مستقبل المرأة والرجل والوطن: أولا: حسن تنظيم الفعاليات وجودة المشاركات وحسن اختيار وتنوع المتحدثين من قياديين وأمراء ووزراء ورياديي أعمال ومستثمرين وشركات وطلاب. ثانيا: جودة الأطروحات في المجمل على المسؤولين، مع وجود عتب شديد على قصور آلية عمل المرأة، وعدم وضع آلية واضحة تمكن سيدات الأعمال السعوديات من فهمها وتطبيقها، خصوصا في مكتب العمل ووزارة التجارة. ثالثا: عدم وجود إحصاءات تبين حجم استثمارات المرأة السعودية، وتنوع هذه الاستثمارات، وربما الأرقام المتضاربة التي طرحت في المنتدى خير دليل على التضارب، فبعضهم يقول إن الودائع المسجلة في البنوك السعودية بأسماء سيدات تفوق ال300 مليار سعودي، وبعضهم يقلل من هذا الرقم بكثير. رابعا: رقي ونضج أفكار ومداخلات سيدات الأعمال، والتي تركزت وتوزعت على محاور عدة تبين مدى تطور عمل المرأة السعودية كسيدة أعمال في المملكة والخليج. خامسا: الحرص في السنوات المقبلة على التسويق الأمثل للمنتدى الذي سينعكس بدوره على حضور عدد أكبر من سيدات الأعمال. سابعا: أتمنى من سيدات الأعمال اقتراح آليات ومبادرات مكتوبة جاهزة "كان أحد الاقتراحات من الحضور والمشاركين" تساعد الوزارات في خدمتهم بآلية صحيحة مدروسة، بدلا من إلقاء اللوم على الأنظمة الموجودة. أخيرا.. أتوقع أن ما رأيناه في هذا المنتدى هو دليل مبشر ببزوغ نجم المرأة السعودية كمستثمرة محلية وعالمية.