لعل حديثي اليوم ذو شقين لارتباطهما معا، ولكن لن أبحر بالأحرف كثيرا لمفهوم السياحة والهدف منها، بدلالة أننا نادرا ما نبحث عن الآثار والتاريخ والمتاحف كتراث سياحي. وفي الدول المتقدمة هناك ما يعرف بالباص السياحي، وبمقابل مالي، يعد الدليل الإرشادي للمناطق السياحية، وهذا في حد ذاته جميل لاستثمار وقت المصطاف بجانب المتعة. ومما استوقفني، السياحة لدى البعض وتجاوز الخطوط الثقافية المقبولة بممارسة السلوكيات السيئة، فمن أولوياته البحث عن شارع العرب وعن المطاعم والأسواق العربية، وهنا لا أتحدث عن الطالب المغترب وأهمية ذلك، وإنما تلك الفئة التي أساءت إلى السياحة، فضلا عن ذلك البطل الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه واصطاد بطة تركت للزينة والاستمتاع، ومستخدمو السيارات الفارهة، ومن تجول بملابسه الداخلية، وغيره من الترفيه المشين في تلك الدول وعلى مرأى من الأعين. أصبحنا عرضة للابتزاز والاحتيال، وبحسب تقارير دولية، فإن السياح السعوديين هم أكثر إنفاقا في العالم، فوضى وشيء مخجل حضاريا، ثقافة الملكية العامة، ربما تكون ضعيفة عند البعض يجب أن نعترف بذلك قبل تشخيص الحلول، وهي مشكلة نشأت من التساهل. في بلدنا نتلف الشجرة، ونحتطب في مكان عام، ونعبث بنافورة متنزه. والمسيء أكثر الاعتداء على مواطنة سعودية وأبنائها بالضرب في مطار إسطنبول أمر مؤسف ويجب الوقوف عنده، اختلاف مواقف الثقافات لنا وعلينا، وما زالت خلفيات الموضوع مبهمة، ولا بد من الالتزام بالآداب العامة والضوابط، ولنعكس صورة مشرفة عن ديننا ومبادئنا، نزور ونكتشف ونغير من نمط الحياة التي نعيشها، ومن هنا لفتة خاصة لبلدنا، نحتاج لتخفيض كلفة سياحتنا المحلية والمبالغ فيها، تحديدا في المواسم، خصوصا السكن لتشجيع السياحة المحلية.