في مباراة دراماتيكية مليئة بالإثارة والأهداف، تمكن فريق الشباب من تحويل خسارته أمام ضيفه سيونجنام الكوري الجنوبي 2/3 إلى فوز4 /3 في المباراة التي أقيمت بين الفريقين أمس بإستاد الملك فهد الدولي ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا. بدأ الشوط الأول سريعاً بدخول الفريقين أجواء اللقاء مباشرة دون جس نبض كما هو معتاد، ومن الدقيقة الثالثة تمكن مهاجم سيونجنام، الكولومبي مولينا من وضع فريقه في المقدمة بتسديد كرة من على مشارف منطقة الجزاء اصطدمت بالعارضة اليمنى لوليد عبدالله وسكنت شباكه. ولم يحس الشبابيون بأي صدمة جراء الهدف المبكر وعملوا على غزو المرمى الكوري بهجوم مكثف عن طريق المهاجم الأوروجوياني خوان أوليفييرا وناصر الشمراني. وواصل الشباب هجومه وتحقق له التعادل سريعا بعد مرور ربع ساعة من المباراة عن طريق المتألق أوليفييرا الذي سجل هدفاً بطريقة فنية رائعة من فوق حارس سيونجنام بعد تلقيه كرة خلف الدفاع من البرازيلي مارسيللو كماتشو. وفتح التقدم الدائم للمحور الشبابي أحمد عطيف إلى لعب الفريق بمحور واحد واحد ثابت تمثل في عبدالملك الخيبري، إلا أن ذلك فتح المناطق الدفاعية الشبابية وشكل ضغطا كبيراً على الخط الخلفي. وكرر مولينا تسديدة الهدف بأخرى مشابهة، لكنها مرت بسلام وقريبة من المرمى الشبابي, ومنحت هذه التهديفة الفريق الكوري الشجاعة والجرأة في قيادة هجمات من العمق الشبابي، أتم من إحداها اختراق الدفاع الشبابي من العمق بتسجيل جاي شون هدفأ ثانيا بعد مواجهته لوليد عبدالله ووضع الكرة في وسط المرمى في الدقيقة 25. وبدا واضحاً تأثر الشباب بهذا الهدف، حيث عانى بعده كثيراً قبل أن يصنع أي هجمة خطرة, كما عاد الشباب للتراجع قليلا والبقاء في مناطقه ليتحمل خط الدفاع ضغطا كبيرا من اللاعبين القادمين من الخلف. وأنقذ وليد عبدالله كرتين خطرتين في الدقيقتين 35 و40 قبل أن يعلن حكم المباراة نهاية الشوط بتفوق سيونجنام بهدفين لهدف. ومع انطلاقة صافرة الشوط الثاني، بدا واضحاً على لاعبي الشباب، تأثير ملاحظات المدرب فوساتي على شوط المباراة الأول رغم أنه لم يقدم على أي تبديل في بدايته، حيث فضل الدفع بذات الأسماء. ونجح الشباب في اقتلاع السيطرة على منطقة الوسط من الضيوف بعد صحوة محترفه الكوري الجنوبي سونج جونج من غفوته التي كان عليها في الشوط الأول وكذلك فاعلية كماتشو وأحمد عطيف. وانتظر الشباب حوالي عشر دقائق لتعديل النتيجة عن طريق ناصر الشمراني عندما تسلم كرة من كماتشو احتفظ بها وراوغ مدافعين قبل أن يسدد بيسراه على يسار الحارس الكوري مع حدود منطقة ال18 معلناً هدف التعادل في الدقيقة 55. ورغم الصحوة الشبابية، إلا أن خط الدفاع بقي على حاله في الشوط الأول معانياً من ثغرات خط الوسط. ومن كرة احتسبها حكم المباراة على مشارف المنطقة الكورية ضد قائد الشباب أحمد عطيف منحه على إثرها بطاقة صفراء، أرسل حارس المرمى كرة عالية على رأس خط ال18 الشبابي حولها مهاجم كوري لزميله المتألق والمتقدم الخالي من المراقبة، مولينا سددها بيسراه قوية على يسار وليد عبدالله أعلنت الهدف الثالث لفريقه والثاني له في المباراة، وكان ذلك في الدقيقة 67. وسعياً منه لتدارك الوضع، دفع فوساتي بلاعب الوسط المهاجم عبده عطيف وأخرج المدافع سند شراحيلي وهو ما أرغمه على إرجاع الخيبري للمنطقة الخلفية ومطالبة شهيل بدعم خط الوسط. ونجح الشباب بعض الشيء في العودة للمباراة وقيادة هجمات لم تترجم إلى ما كان يشتهي الشبابيون والتسعة آلاف متفرج الذين أتوا لمساندة اللاعبين في الملعب. وبدا واضحا على الفريق الكوري، سعيه للمحافظة على تقدمه وقيادة المباراة إلى مصلحته، حيث فضل حماية منطقته الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة عن طريق الإرسال الطويل من حارس مرماه للمهاجمين، وقاد هذا التراجع، المدرب الشبابي لإخراج لاعب الوسط الكوري سونج جونج والدفع بالمهاجم فيصل السلطان، وكاد الأخير أن يصيب المرمى الكوري بأول كرة استلمها، إلا أنها ضلت المرمى ولامست الشباك الخارجية. ومع الضغط الشبابي المستمر، انتهت هجمة منظمة سبقتها تمريرات منوعة عند المهاجم أوليفرا لم يتوان في ترجمتها إلى هدف في الدقيقة 82 بعد أن سدد الكرة وعادت إليه من حارس المرمى قابلها للمرة الثانية بإصرار داخل المرمى. ولم يكتف مدرب الشباب بالتبديلات الجريئة التي أجراها في خطي الوسط والهجوم على حساب الدفاع، ودفع مجدداً بالمهاجم فهد حمد على حساب أحمد عطيف. واستثمر المتألق عبده عطيف كرة على رأس ال18 مررها وسط المدافعين للمتابع فيصل السلطان راوغ بها حارس المرمى ووضعها داخل الشباك هدفاً رابعاً للشباب في الدقيقة 88. وبعد الهدف حاول الشباب السيطرة على ما تبقى من زمن المباراة مع إرغامه للضيوف على التراجع، وتحقق له ما أراد حتى أعلن حكم المباراة نهايتها.