شهدت الساحة العراقية تنافسا شديدا بين القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي، لإقامة التحالف الحكومي المرتقب بتحقيق أغلبية برلمانية تستطيع تمرير تقاسم مناصب الرئاسات الثلاث، الوزراء، والجمهورية، والبرلمان. وفيما كشفت مصادر في قائمة علاوي عن انتظار ما تمخضت عنه زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة إلى إيران، أكدت حرصها على التحالف مع المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم والكتل الأخرى المعترضة على تجديد ولاية المالكي بجانب القوى الكردستانية لتشكيل الحكومة المقبلة. وأضافت أن علاوي تلقى خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق تطمينات من الأسد لدعم العراقية، كما أنه بحث خلال زيارته للقاهرة أمس آخر تطورات الوضع في العراق مع عدد من كبار المسؤولين في مقدمتهم الرئيس حسني مبارك. في غضون ذلك، حمل القيادي في القائمة صالح المطلك إيران مسؤولية زعزعة استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية، داعيا إلى اعتماد المشروع الوطني لإدارة البلاد، الذي تبنته قائمته. وشدد على أن التدخل الإيراني في الشأن العراقي مرفوض شيعيا وسنيا وإلى حد ما كرديا. من جانبه أعلن عضو ائتلاف الكتل الكردستانية فرياد راوندوزي استئناف المفاوضات مع الكتل النيابية لتحديد انضمام ائتلافه للتحالف الحكومي المرتقب. وقال "ستبدأ الاجتماعات في بغداد وفي ضوء ذلك سنتخذ قرار الانضمام للتحالف الحكومي وتلقينا إشارات من المالكي لتنفيذ المطالب الكردية". وتواجه الكتل النيابية في الوقت الحاضر عقبة استئناف عقد جلسة البرلمان المفتوحة نظرا لعدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق لانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه، وهو الخطوة الأولى التي ستمهد لانتخاب رئيس الجمهورية. وعلى الصعيد الأمني، قتل سبعة أشخاص وأصيب 29 آخرون بسلسلة هجمات في المدن العراقية أمس أبرزها في منطقة مختلطة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد. وأوضح مصدر في غرفة عمليات بعقوبة أن "ثلاثة من الشرطة، بينهم ضابطان برتبة مقدم وملازم أول، قتلوا وأصيب 18 آخرون بانفجار في جلولاء" التي يسكنها خليط من العرب والأكراد.