ربما السؤال الجديد في موسم حج هذا العام، يكمن في تبعية حجاج جمهورية شبة جزيرة القرم، التي التحقت بركب فيدراليات الاتحاد الروسي بعد الاستفتاء الشهير الذي جرى في عاصمتها سيمفروبل في 16 مارس الماضي فحجاج القرم الذين كانوا خلال الموسم الماضي يحسبون ضمن حصة بعثة الحج الأوكرانية لم يعودوا كذلك العام الحالي، فدخلوا في حسابات حصة بعثة الحج الروسية بأكثر من 300 حاج حسب مواقع إخبارية تتبع موسكو. رغم أن الاعتراف بالكيان الفيدرالي الروسي الجديد "القرم" لم يحظ إلا بمحدودية دولية ضئيلة، إلا أن الحجاج القادمين منها يحملون جوازات سفر روسية، بعد الإعلان الرسمي عن انضمامها في 21 مارس الماضي، لتتمتع بحكم ذاتي روسي. ووفقا لمواقع روسية استقصتها "الوطن"، فإن الحكومة الروسية طالبت بزيادة حصتها السنوية في الحج، بعد انضمام مسلمي شبه جزيرة "القرم" لخريطتها السياسية والجغرافية إلى 17 ألفا بعد أن حددتها وزارة الحج السعودية ب16 ألفا. وتندرج بعثة الحج الروسية ضمن إطار المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا، فيما تكلف رحلة الحج ما بين 4 إلى 5 آلاف دولار، وهو ضعف كلفة رحلات السنوات الماضية التي لم تكن تتجاوز 2500 دولار تقريبا. ورغم أن المملكة لم تعترف بالقرم رسميا إلا أن مصادر في وزارة الحج أكدت أنها غير معنية بمثل هذه الأزمات السياسية، ما دام الحجاج قادمين بوثائق سفر روسية، حيث وصل عدد حجاج بعثة الحج الروسية إلى 13500 حاج خلال الموسم الحالي. وبحسب موقع "روسيا ما وراء العناوين" باللغة العربية والمقرب من موسكو، فقد ذكر النائب الأول لرئيس مجلس المفتين في روسيا روشان أبياسوف، أن العدد الأكبر من الحجاج الذين يسافرون إلى الأراضي المقدسة هم من جمهوريات شمال القوقاز، وتأتي منطقة الفولجا في المرتبة الثانية، كما تسافر مجموعات الحجاج من مناطق وأقاليم روسية أخرى مثل سيبيريا والأورال، بل حتى من فلاديفوستوك. فيما أصبحت داغستان الإقليم الروسي الوحيد الذي تمكن هذا العام من زيادة حصته، التي بلغت 6200 شخص.