في أجواء إيمانية يجللها بياض الثياب والقلوب، أدى حجاج بيت الله الحرام أمس أول صلاة جمعة في شهر ذي الحجة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، قبل التوجه إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج. وشهدت جنبات الحرم المكي الشريف وساحاته وأدواره المتعددة وتوسعاته الجديدة إقبال المصلين منذ ساعات الصباح الأولى وسط تكامل كافة الاستعدادات لاستقبالهم من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، التي أعدت حزمة متكاملة من الخدمات وفق توجيهات القيادة الحكيمة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتسعى الرئاسة إلى تكثيف العناية بضيوف الرحمن من خلال الإدارات التوجيهية والإرشادية والخدمية بالمسجد الحرام وساحاته بما وفرته من الخدمات في إطار تنفيذ خطة موسم الحج هذا العام وتفعيل حملة "خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا" في موسمها الثالث، والتي تسعى في مجملها إلى تقديم أفضل الخدمات لوفود بيت الله الحرام. وجرى تكثيف برامج التوجيه والإرشاد وأعمال النظافة وسقيا زمزم والعربات والصيانة والتشغيل، الأمر الذي كان من شأنه ظهور السعادة والراحة على ضيوف الرحمن تقديرا لما تمت تهيئته من مشاريع وخدمات في الحرمين الشريفين الأمر الذي أعانهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة. تعظيم بيت الله وأم المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المستشار بالديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء، مؤكدا في خطبة الجمعة أنه بتعظيم بيت الله يعظم الدين ويتم الإسلام وتستقيم الدنيا، وأن من مظاهر عظمة هذا البيت وتعظيمه ما وضع الله فيه من الآيات البينات والهدى، حيث يقول العلماء إن الآيات البينات منهن الركن والمقام والحجر الأسود والحطيم وزمزم والملتزم والمشاعر كلها، كما أن الكعبة المشرفة من أعظم الآيات البينات. ولفت إلى أن من أعظم الغرائب في سنن الله أن جعل نهاية العالم بنهاية هذا البيت وخرابه واستحلاله والجرأة عليه، فأمان العالم كله قدره الله مرتبطا بأمن مكة وتعظيمها وعمرانها. أمن وافر وأشار ابن حميد إلى خوض الدولة مع التحالف حربا حازمة لإعادة الأمل لإخواننا وجيراننا في اليمن مع ما يتطلب كل ذلك من استعدادات وأعمال واحتياطات، مؤكدا أن الناس مواطنين ومقيمين في أمن وافر، وأن هذا البلد الأمن يستقبل إخوانه الفارين من الفتن والاضطرابات في بلادهم، ويفتح أبوابه ليعاملهم، كما يعامل إخوانهم المواطنين والمقيمين. كما تستقبل هذه البلاد الملايين من حجاج بيت الله الحرام وقاصديه، وهي ولله الحمد موفقة في سياساتها واقتصادها وعلاقاتها، على الرغم من الاضطرابات المالية وتقلبات الأسعار. أعظم العبادات وفي المدينةالمنورة، تناول إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي نعم الله التي لا تعد ولا تحصى، وأنه علم الإنسان ما لم يكن يعلم، ومن على الناس بأنواع العبادات، موضحا أن الحج فريضة كان أو تطوعا من أعظم العبادات وأفضل القربات وجزاؤه وثوابه عظيم. وبين أن منافع الحج لا تتحقق إلا لمن أخلص في الحج نيته لله عز وجل، وبر في حجه واقتدى في مناسكه بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.