سابق الأطفال آباءهم وأمهاتهم على حضور عروض مسرحية طرفة بن العبد الذي قدم أيام سوق عكاظ للجمهور متعطشين للعروض المسرحية بالرغم من أن هؤلاء الأطفال لا يعلمون عن طرفة شيئا ولا عن معنى المسرحية ولا إسقاطاتها التاريخية إلا أنهم اصطفوا في محاولة منهم لمتابعة العرض المسرحي مبهورين بإخراجه وإضاءته التي تخطف الأبصار وأزياء أبطال المسرحية التراثية وأداء الحركات التمثيلية للممثلين، وبعض نواحي الرعب في موسيقاها وإضاءتها. وقالت الطفلة مي سعود بالصف الرابع إن العرض المسرحي كان مخيفا في بعض لقطاته وموسيقاه كانت رائعة وأشادت بالحركات التي كان يؤديها الممثلون على خشبة المسرح، وبين رامي حسن أنه لا يعرف من هو طرفة بن العبد لكن المسرحية أشبه بما يشاهده في المسلسلات التاريخية التي تقدم في التلفزيون. وكان العرض المسرحي الأول لمسرحية طرفة بن العبد قد شهد حضورا متوسطا من قبل الجمهور بينما توالى حضور جماهيري بقية أيام العرض في أيام سوق عكاظ الذي كان حافلا بالفعاليات الثقافية. وأشار عدد من حاضرات العرض المسرحي لطرفة بن العبد أن بالنص المسرحي والإسقاطات الموجودة به حيث ذكرت نوال السفياني معيدة بجامعة الطائف أن الفكرة والإخراج وحركة الممثلين جيدة وكانت الإضاءة شيئا لافتا في العرض المسرحي إضافة إلى اللغة البسيطة والسهلة والواضحة للجميع وأشارت إلى أن طلاب المدارس لا يستطيعون ربما فهم الإسقاطات التاريخية بالعمل المسرحي ولكن يستوعبونه كحقيقة تاريخية. وقالت طالبة الماجستير بجامعة الطائف منال الثقفي إن العرض المسرحي كان رائعا وهناك اختلاف كبير بين العامين الماضي والحالي وربط للماضي والحاضر من ناحية السياسة ونهضة كبيرة وإضاءة جيدة وحضور متطور عقلي وقالت إن حركة وأداء الممثلين والحرية السياسية والإضاءة الموجودة على القضايا الاجتماعية العربية والظلم وقام مؤلف العمل بتوظيف الظلم الذي كان يعيشه طرفة بن العبد بالحديث عن الظلم السياسي الذي يشهده العالم العربي اليوم. وأشارت الطالبة بالصف الثاني الثانوي خلود الشريف إلى أن كلمات المسرحية والإضاءة وأداء الممثلين والأصوات هي الشيء اللافت بالمسرحية. وقالت سارة الزهراني ربة منزل إن العرض المسرحي كان جيدا والتصوير والإضاءة كذلك وقالت إن السوق بصورة عامة سوق عربي بهوية سعودية له إيجابيات جميلة. وقالت هداية فوخرجي إحدى مسؤولات تنظيم حفل افتتاح السوق إن شخصية طرفة بن العبد توضح حقبة تاريخية ونعيشها الآن مشيرة إلى أن رقصة البداية في العرض المسرحي كانت مميزة ومخيفة. من جهته نوه شاعر عكاظ الشاعر شوقي بزيع في أمسيته الشعرية بالعرض المسرحي الذي شاهده في افتتاح سوق عكاظ في دورته الرابعة قائلا بأن هناك إجادة في أداء الممثلين وواصفا إياه بأنه عمل شديد الجرأة وبين أنه عمل على مستويين الأول من ناحية مستوى التصرف بالجسد حيث كان الجسد غير مغلول بعكس الجسد العربي الذي دائما ما يكون مغلولا ومقيدا ومرهقا باستمرار وحينما يعطي فإنه يعطي قسما ضئيلا إذا امتلك الحيوية لكن الجسد في مسرحية طرفة كان حرا. والأمر الثاني الروح الموجودة بالنص وجرأة التناول والمرات القليلة التي تنتصر لكرامة الشاعر على حساب السلطة السياسية وقال إن النص المسرحي كان يقول إن الشاعر هو الأبقى والممثل الدائم على الأرض فيما أن السياسية هي ممثلة المؤقت الراهن والدائم لا يسجد للمؤقت وأوجه رسالة كبيرة تنطلق من المملكة حيث عد بزيع أنها خطوة نوعية جدا نعترف من خلالها برحابة صدر المملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز.