الرواية ابنة المدنية من ناحية، والتجسيد الإبداعي للوعي المديني من ناحية موازية. نشأت الرواية استجابة إلى حضور المدينة بالإيجاب والسلب معا، فكانت مع المدينة وضدها، تعبيرا عنها ونقدا لها، الرواية مرآة المدينة التي تكتشف فيها عيوبها ونقائضها. وشكلت مسميات المدن عناوين مجموعة من الروايات المحلية والعربية، وكانت بيروت الأكثر حضورا في عناوين مجموعة من الروايات العربية التي استوحتها، منها: "كوابيس بيروت" غادة السمان، 1977 أعمال السمان في معظمها تبرز اهتمامها بمدينة بيروت. رواية "بيروت 75" رحلة إلى الضياع والجنون والموت، باختفاء ثلاث نساء محجبات على الحدود السورية اللبنانية. تعكس الرواية إرهاصات ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت بعد بضعة أشهر فقط من صدورها. "بيروت 2002" رينيه الحايك 2002 تقدم عالما روائيا متسربلا في ظاهره بأحداث واقعية مأخوذة من تفاصيل ذاتية لأبطال واقعيين. رواية مضمخة بألفة حقيقية لمن عرف بيروت عن كثب، وتعايش مع شوارعها، ومقاهيها وحاناتها وأروقتها السرية، لا عبر المعرفة السطحية لها كمدينة سياحية، لذا تبدو بيروت في الرواية البطل الحقيقي للأحداث. "بيروت مدينة العالم" ربيع جابر 2003 تتعرض لتاريخ ماضي العاصمة اللبنانية ولتحديد جغرافيتها القديمة. تاريخ جمالي عناصره تشكيلية يستمدها من مشاهد تضج حيوية وحياة ويستفيض لوحات ومناظر تعتمد على المشهدية أكثر من تدوين الأحداث والتفاصيل المتعلقة بها. حيث يتنقل البطل في دوره الصحافي في أحياء وسط بيروت ليطل على المشهد البيروتي، ساردا قصة حياته بمجموعة أوراق وصور ووثائق وصكوك وصورة طبق الأصل عن تذكرة عثمانية ونيشان مجيدي ودفاتر يوميات، كذلك أحكام صادرة منتصف القرن ال19 عن المحكمة الشرعية في غزّة.
وداعا بيروت مي غصوب 2007 تروي قصة فتاة في الثانية عشرة من العمر كتبت موضوع إنشاء يدور حول الأخذ بالثأر لإثارة إعجاب معلمتها السيدة نومي، لكن معلمتها أعادته إليها وانتقدتها بدلاً من أن تمتدحها، وقالت لها إن الأشخاص الأكثر جبنا يصمّمون على الأخذ بالثأر. رواية حافلة بالمشاعر الإنسانية، تسرد الأعمال البطولية المتعاطفة مع الضعفاء، وتحث القراء على الاعتقاد بأن الحياة جميلة رغم قباحتها. "بيروت بيروت" صنع الله إبراهيم 1984 رواية عن الحرب الأهلية اللبنانية وتداعياتها، وتحضر بيروت: الرمز المتعدد لثورة الفقراء، لانتهار الحلم الفلسطينى، لازدهار الثقافة والفكر، وللمتعة المتحررة من المحرمات وسلطان التابلوهات، واعتبرها نقاد وثيقة مهمة، ومرجعا غنيا بالحقائق التي لم تراع أي نظام عربي في انحيازها السافر لأساس الصراع.
"بريد بيروت" حنان الشيخ 1992 في بريد بيروت إحساس مرهف وشاعرية تفيض وحرارة تنبع من ألم ومعاناة عميقين عاشتهما الكاتبة في مدينتها بيروت، وقصتها في هذه الرواية ترسم فيها بمزيد من الواقعية ومن الإحساس والشاعرية، مجتمعها المقفل، والمكلل بالحرب الدامية التي قسمته إلى جزأين وقسمت أهله بين الدول البعيدة والقريبة، وجعلت منهم غرباء.