سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس يستبق اجتماع "سرت" بلقاء مبارك وموسى يلوح بخيار اللجوء لمجلس الأمن ميتشل يؤكد اتفاق الفلسطينيين والإسرائيليين على استمرار المناقشات لتهيئة الظروف للتفاوض
يستبق الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي ستعقد في مدينة سرت الليبية الجمعة المقبل، بزيارة للقاهرة اليوم يلتقي خلالها نظيره المصري حسني مبارك لبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية بعد تعثر المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب استمرار الاستيطان، حسبما أعلن سفير فلسطين لدى مصر بركات الفرا أمس. وكان الرئيس مبارك بحث أمس في القاهرة مع المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل الجهود المبذولة لمواصلة دفع عملية السلام بعد توقف المفاوضات. وأوضح وزير الخارجية أحمد أبو الغيط عقب المباحثات، أن ميتشل أطلع مبارك على الصعوبات التي تواجه المفاوضات المباشرة. وقال ميتشل "بالرغم من الخلافات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فإنهما طلبا منا الاستمرار في المناقشات من أجل تحقيق هدف تهيئة الظروف التي تساعد على الاستمرار في المفاوضات المباشرة". وكان ميتشل قد بحث أمس في عمان، في ختام جولته العربية التي شملت قطر ومصر والأردن، مع ملك الأردن عبد الله الثاني الجهود المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. كما استقبل الملك عبدالله الثاني الرئيس عباس، الذي قال إنه سيتخذ قراره النهائي حول المفاوضات بعد التشاور مع المسؤولين العرب في ليبيا. وفي القاهرة، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن اللجوء إلى مجلس الأمن لطرح إقامة الدولة الفلسطينية هو أحد الخيارات المطروحة على اجتماعات لجنة المتابعة العربية ومن بعدها القمة الاستثنائية في سرت. وأكد أن الجانب العربي لا يخشى الفيتو الأمريكي، معتبرا أن جميع الخيارات مطروحة على مائدة البحث بعد أن قرر عباس أن المستوطنات والمفاوضات لا يمكنهما السير معا. من جهة أخرى، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عضو الوفد الفلسطيني المفاوض نبيل شعث ل "الوطن" أن القيادة الفلسطينية بدأت تحركا عربيا يسبق القمة العربية لتأمين الدعم للموقف الفلسطيني. وأوضح "تحركنا الآن عربي فالرئيس سيتوجه إلى مصر، وطلب مني التوجه إلى اليمن، وهناك اتصالات مع الأشقاء العرب قبل القمة واجتماع لجنة المتابعة العربية في سرت". وأشار إلى أن الأمريكيين ما زالوا على اتصال مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، غير أنه شدد على أن لا مفاوضات مع الإسرائيليين في ظل الاستيطان. وأكد شعث "نحن لا نقبل جزءا مهما من الوعود الأمريكية لإسرائيل مقابل تجميد الاستيطان شهرين، ومنها عدم السماح للعرب والفلسطينيين بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، وأيضا إذا مددت إسرائيل التجميد فلن يكون بالإمكان المطالبة بأي تمديد إيجابي. وهذا غير مقبول". غير أنه أكد أيضا أنه من المبكر التوجه لمجلس الأمن قبل الحصول على التأييد المطلوب عالميا لتفادي فيتو أمريكي جديد. في غضون ذلك، رجحت مصادر إسرائيلية أن يطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أعضاء المجلس الوزاري المصغر أو الحكومة الإسرائيلية بأكملها المصادقة على تمديد تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية لفترة شهرين مقابل ضمانات وإغراءات أمريكية سخية. ونوهت إلى أن نتنياهو طلب من الإدارة الأمريكية المساعدة في إقناع ائتلافه الحكومي بالمصادقة على هذه الخطوة في ظل تقارير عن معارضة في أوساط عدد من أحزاب الائتلاف الحكومي لها. وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن ثمة أوساطا حكومية بدأت تدعو إلى نقاش معمق في هذا الموضوع بعد أن تعمدت الإدارة الأمريكية تسريب فحوى رسالة الضمانات الأمريكية التي تنص على ألا يتم تمديد تجميد الاستيطان لأكثر من شهرين وأن يتم إحباط أي توجه عربي فلسطيني أو غير عربي إلى مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 4 يونيو 1967.