شدد الكاتب في "الوطن" عبدالرحمن مرشود على أن مصطلح التسامح نابع من وجود مشكلة واختلاف مع الآخر، ولكن بدوافع فلسفية معينة، فالفرد يؤثر السلام ويؤمن بالإنسانية ليحدث التسامح. جاء ذلك في ورقة ألقاها مرشود مساء أول من أمس ضمن فعاليات الحلقة الفلسفية التي نظمها نادي الرياض الأدبي. وأوضح أن هناك اختلافا بين مفهوم التسامح وبعض المفاهيم الأخرى التي تتقاطع معه مثل التعايش والتعاضد والتساهل. وأثار في ورقته دلالات وأسئلة فلسفية حول التسامح، إذ ذكر أن التسامح لا يكافئ العقلية المنفتحة بالضرورة، ولا يدور فقط في الإطار الأخلاقي فهو-كما يقول- ليس معادلا لفضيلة العفو وتحمل الأذى. السلام والمعاناة ورأى صاحب الورقة أن التسامح يقوم على ركنين هما إيثار السلام كغاية عقلانية، وتحمل المعاناة الموازية لذلك الإيثار كضرورة أخلاقية. ومن أسئلة التسامح التي طرحها مرشود: ما مدى إمكان المواءمة بين التسامح من جهة والمحافظة على اليقينيات من جهة أخرى؟ موردا بعض الآراء حول ذلك مثل رأي الطالبي وكارل بوبر. وذكر أن أهم الأسئلة المطروحة حول التسامح، هو السؤال المتعلق بأهمية النوايا في الإدانة الأخلاقية للمتورطين في أعمال لا تسامحية، فهل الاعتقاد بنواياهم الحسنة مثلا يخفف من تلك الإدانة؟ مبينا انشقاق السؤال إلى مستويين الأول يبين نبل المقصد الذي يتزعمه المحركون لموجات اللاتسامح والإيمان الذي يحمله أفراد الميليشيات المتطوعة للقتال عادة، أما المستوى الثاني فهو ظاهرة الشر اللامعنوي كما أسمته "حنا أرندت". وفي رده على سؤال أحد المداخلين عن علاقة التعليم بالتسامح أجاب مرشود "أرى أن التعليم يعاني مشكلة عندما يفرغ من أهم سمة تحملها المعرفة وهي تباين الآراء ووجهات النظر، فهو لا يحقق ترسيخ المعرفة، وبذلك لا يتحقق التسامح"، وفي نهاية محاضرته أكد أن التسامح واللاتسامح ناتجان عن أسباب بيولوجية واقتصادية وسياسية وثقافية، ولا يمكن أن يكون التسامح نسقا أخلاقيا بالكامل، ولكنه يتقاطع مع أكثر من نسق مثل الديني والقانوني.