كشفت مصادر ميدانية أن قوات التحالف العربي بدأت أمس الانتشار بمواقع عسكرية بمحافظة مأرب شمال شرق صنعاء، حيث شنت طائرات التحالف صباح أمس غارات على مواقع لمسلحي الحوثي وحلفائهم، تمهيدا لاستعادتها. وكان نحو 10 آلاف من قوات التحالف دخلوا مأرب عبر معبر الوديعة الحدودي مع السعودية، ووصلوا منطقة صافر، معززين بأسلحة ثقيلة ومنظومة اتصالات وصواريخ وطائرات. وبحسب مصادر عسكرية فإن العمليات ستتركز على استعادة السيطرة على مديريتي مجزر وصرواح اللتين يسيطر عليهما الحوثيون. إلى ذلك أكدت مصادر مسؤولة في الحكومة اليمنية – للمرة الأولى – وجود قوات ضخمة من مقاتلي المقاومة الشعبية داخل العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أنهم على استعداد لتلبية نداء الوطن، والتصدي للميليشيات الانقلابية، حال إعلان بدء معركة تحرير العاصمة. وقال عضو في المجلس العسكري للقوات الموالية لهادي، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات إلى "الوطن"، إن عناصر المقاومة تمكنوا من التسلل إلى قلب العاصمة، بكامل عدتهم وعتادهم، وهم في كامل جاهزيتهم القتالية، مشيرا إلى أن عددهم يتجاوز 400 مقاتل، ورفض الكشف عن طريقة تسللهم وتمكنهم من الدخول رغم الاحترازات الأمنية لميليشيات الانقلابيين. تصدع وانهيار ومضى المصدر بالقول إن المشهد الأمني داخل صنعاء يؤكد أن المعركة لن تستغرق بضع ساعات، حتى تعود المدينة إلى حضن الشرعية، مؤكدا أن صفوف المتمردين تشهد تصدعا كبيرا، لا سيما بعد حالات الهروب الجماعي لقيادات الحوثيين، وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ما أثر سلبا في معنويات جنودهم وأدى إلى انهيارها، وقال "الميليشيات تلقت هزيمة كبرى قبل أن تبدأ المعركة، فمعنويات جنودها في تراجع شديد، وأصيبوا بانتكاسة وهم يرون قياداتهم يغادرون العاصمة قبيل بدء المعركة، وينقلون عائلاتهم إلى عمان وبيروت، ويرسلون معهم مبالغ مالية ضخمة بالعملات الصعبة، بينما يعاني المقاتلون على الأرض من الفاقة والجوع، ويجهلون مصير عائلاتهم وأبنائهم. وهذا الوضع الغريب أصاب معنويات الجنود في مقتل، ودفع بعضهم إلى الهرب. فالكثير من المقاتلين ألقوا أسلحتهم ورفضوا مواصلة القتال". وتوقع المصدر أن تشهد العاصمة صنعاء حال اندلاع معركة التحرير، انتفاضة شعبية تقضي على الانقلابيين وترغمهم على الانسحاب، بعد ما تسببوا فيه من معاناة ضخمة للسكان، فقد استولوا على كل مقدرات الدولة، ونهبوا أموالها، واستأثروا بها لأنفسهم وعائلاتهم والمقربين منهم. مؤكدا أن المناوشات التي تحدث في الوقت الحالي بين السكان وعناصر الميليشيات تؤكد أن السكان يرغبون فقط في الحصول على غطاء عسكري من قوات التحالف والجيش الموالي للشرعية، وسوف يبادرون على الفور بالانضمام لصفوف المقاومة الشعبية، لتخليص مدينتهم من الكابوس الذي جثم عليها طيلة الأشهر الماضية. مواجهات شرسة واختتم المصدر تصريحاته بالقول "للأسف الشديد فإن ميليشيات الحوثي – صالح استغلت أولئك البسطاء، لأجل تحقيق أجندة غير وطنية، وقد اتضح لهم أنهم كانوا وقودا لحرب لا مصلحة لهم فيها". من جهة أخرى، أكد مصدر في المقاومة الشعبية بتعز أن مقاتلي المقاومة الشعبية شنوا أمس، بدعم من قوات الجيش الوطني، هجوما واسعا في جبهة الضباب باتجاه منطقة الربيعي، مستهدفين مواقع لقوات صالح والحوثي، حيث أوقعوا في صفوفهم عشرات القتلى. وأشارت مصادر بالمدينة إلى أن عشرات الحوثيين قتلوا وأصيبوا في الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في مناطق عدة، واشتدت ضراوتها في محيط القصر الجمهوري شرقي المدينة. وأعلنت المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية، إفشال محاولتي تقدم لمتمردي الحوثي وصالح في منطقتي البعرارة والدحي، مؤكدة مصرع 44 متمردا وإصابة 87 آخرين بجراح، فيما استشهد اثنان من الثوار وجرح 17 آخرون.