بعد ثلاثة أعوام من التصريح الذي أطلقته وزارة الصحة عبر مؤتمر صحفي في نوفمبر 2012 بأن فيروس كورونا لا يشكل خطرا ولا يدعو إلى القلق، عادت أمس لتؤكد أنه "أخطر الفيروسات التي مرت على المملكة من حيث نسبة الوفيات". تراجعات الصحة التي جاءت خلال مؤتمر صحفي في الرياض أمس، شملت أيضا الإشارة وللمرة الأولى إلى احتمالية أن يكون كورونا سلاحا بيولوجيا، بعد أن استبعد متحدثها الرسمي في فبراير 2013 أي شيء من هذا القبيل، معتبرا في رده على سؤال حول تهديدات الأسلحة البيولوجية أن "المواطنين بالمملكة في وضع صحي مطمئن، وأن هناك لجانا متخصصة من وزارة الصحة مهمتها كشف أي فيروسات تنتقل عن طريق الجو أو البر في جميع حدود المملكة". عد وكيل وزارة الصحة للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري، فيروس كورونا أخطر الفيروسات التي مرت بالمملكة من ناحية نسبة الوفيات التي قدرها في حديثه ل"الوطن" أمس ب40% من المصابين. وأكد عسيري على هامش المؤتمر الصحفي الخاص بوضع فيروس كورونا في الوزارة بالرياض أمس، أن "الوزارة تعتقد أن نسبة الوفيات لا تعكس الواقع، لأنها مبنية على من تم تنويمهم في المستشفيات"، مشيرا إلى أن هناك دراسة تقول إن هناك ما يقارب من 40 ألف مصاب بفيروس كورونا لم تظهر عليهم الأعراض، ولم تفحصهم المستشفيات. الخفافيش والإبل وقال عسيري إنه "ليس هناك شك في أن الإبل هي الحاضن الرئيس لفيروس كورونا، مشيرا إلى وجود ما يثبت أن الفيروس موجود فيها منذ 30 عاما، لكنه لم ينتقل إلى الإنسان، لكن خلال السنوات الأربع الماضية أصبح الفيروس قادرا على الانتقال من الإبل إلى البشر بطريقة محدودة". وأضاف أن "هناك من يقول إن الخفاش هو المصدر الرئيس للفيروس، ثم انتقل إلى الإبل، وهذا الأمر غير واضح، وهناك دلائل ضعيفة عليه"، مضيفا أن 98% من الإبل لديها أجسام مضادة، كما أنه من 3% إلى 6% منها يمكن أن تنقل الفيروس إلى البشر". الصحة العالمية وعن رأي منظمة الصحة العالمية في أن فيروس كورونا عابر للحدود، أوضح عسيري أن "هذا الموضوع محل البحث في منظمة الصحة العالمية، لمعرفة ما إذا كان كورونا يستدعي نوعا من التغيير، كتقييد حركة الناس في المطارات، وفحص المسافرين، إلا أن المنظمة وخلال عشرة اجتماعات كان آخرها أول من أمس، توصلت إلى نفس التوصيات التي ترى عدم ضرورة ذلك، وأن الفيروس مرتبط بمحيط جغرافي معين، وليس عابرا للحدود، وليس هناك خطر على الصحة العالمية منه، وانتقاله بين البشر ضعيف. الحج وكورونا وأكد عسيري أن الوزارة لم تحدد أعمارا محددة لمن يمكن أن يؤدي فريضة الحج، إلا أنه قال: "ننصح بعدم وجود كبار السن والصغار دون خمس سنوات في الحج، فالأطفال أقل من خمس سنوات قابليتهم لانفعالات الأنفلونزا أكثر من غيرهم". 78 حالة مؤكدة إلى ذلك، أوضح مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة في بيان تسجيل سبع حالات إضافية مؤكدة مرتبطة بالتفشي في مدينة الملك عبدالعزيز للحرس الوطني، ليصل العدد الكلي إلى 78 حالة مؤكدة في مختبرات الوزارة. وأضاف أن "الحالات المسجلة خلال هذا الأسبوع لا تشكل إصابات جديدة، وإنما هي حالات اكتسبت العدوى سابقا، لذلك استمرار الإعلان عن الحالات لا يعني أن العدوى ما تزال مستمرة في المستشفى، إنما هي حالات التقطت العدوى قبل مدة، وبسبب طول فترة حضانة الفيروس لم تظهر عليها الأعراض إلا أخيرا، ثم تم تأكيد إصابتها مخبريا. وأوضح المركز أنه "حتى تاريخ اليوم 458942 حاجا وحاجة تم مناظرتهم صحيا، وأعطي العلاج الوقائي ضد الحمى الشوكية ل108534 حاجا وحاجة من دول ما يسمى بحزام الحمى الشوكية في أفريقيا، وأعطي 147334 حاجا وحاجة من الدول الموبوءة لقاح شلل الأطفال الفموي. استجابة سريعة وفيما يخص فرق الاستجابة السريعة لمكافحة العدوى في المنشآت الصحية أوضح البيان أن "هذه الفرق العام الماضي في إطار الاستجابة لتفشيات فيروس كورونا، وخضعت لتدريب مكثف، واكتسبت خبرات واسعة في التعامل مع المرض، حيث تدار هذه الفرق من مراكز القيادة والتحكم في المناطق الصحية، وتعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع". وأشار البيان إلى أن "نوع الاستجابة يقسم إلى ثلاثة أنواع بحسب عدد الحالات المسجلة وجاهزية المنشأة للتعامل معها، وقد يحتاج الفريق إلى تكرار الزيارات، وفي بعض الحالات إلى البقاء في المنشأة المعنية مددا تصل إلى أسبوع". وبين أنه "في إطار الاستجابة للتفشي الحالي في مدينة الرياض فقد تم تحري عدد من أفراد فرق الاستجابة من الرياض وخارجها، وبلغ عدد الزيارات التي قامت بها هذه الفرق 351 زيارة إلى مستشفيات وزارة الصحة والقطاعات الحكومية خارج وزارة الصحة والقطاع الخاص". هل الفيروس سلاح بيولوجي موجه؟ على هامش المؤتمر سألت "الوطن" عن مدى احتمالية أن يكون فيروس كورونا سلاحا بيولوجيا موجها إلى المملكة؟، فأجاب الدكتور عسيري: "بالنسبة لظهور وتفشي الأمراض في أماكن مختلفة عن مواقع انتشاره، يتم أخذ هذه الاحتمالية، وتفنيد هذه الفرضية أو عدمها، ونأخذ في الحسبان هذا الموضوع، لكن نمط تفشي كورونا لا يدل على أن هناك شيئا من هذا القبيل، لكن دائما الاحتمال موجود". وحول وجود علاقة بين درجات الحرارة والفيروس، قال "ليست هناك علاقة مباشرة بين درجات الحرارة وفيروس كورونا..، فالفيروس له نمطان، واحد يحدث خارج المنشآت الصحية، وهذا مستمر طوال العام، وقد يزيد في الفصول الباردة ليس بسبب الجو، لكن بسبب توالد الإبل، ووجود إبل صغيرة كثيرة، وما يحدث داخل المنشآت الصحية لا علاقة له بالأجواء، لأنه تفش، وانتقال من بشر إلى بشر، وبالتالي فإن تأثيرات الأجواء على هذا النمط محدودة جدا.. وليست هناك علاقة لا طردية ولا عكسية ما بين عدد حالات كورونا وعدد حالات الأجواء"