تنتهي اليوم فترة الحظر على بيع أو تصدير تمثال أثري فرعوني من بريطانيا، سبق أن بيع لأحد جامعي التحف عبر مزاد نظمه متحف "نورثامبتون"، مقابل 16 مليون جنيه إسترليني، فيما أطلقت وزارة الآثار المصرية حملة دولية لجمع المبلغ لإنقاذ التمثال قبل بيعه وإعادته إلى مصر مجدداً. وقررت وزارة الآثار المصرية أول من أمس وقف جميع تعاملاتها وصفقاتها مع متحف "نورثامبتون" بعد تنظيمه المزاد، وهي الخطوة التي أثارت جدلا داخل بريطانيا، حيث قرر مجلس الفنون والآثار البريطاني تجريد المتحف من اعتماده لمدة أربع سنوات متصلة، وهو القرار الذي يجعل المتحف ممنوعا من استقبال التمويلات والتبرعات حتى عام 2019، نظرا لأن عملية بيع القطعة الأثرية لتمثال الكاتب الفرعوني المصري "سخم كا" تعد خرقاً لقوانين وشروط التخلص من أي قطعة أثرية، فيما استنكرت مصر من جهتها عبر وزارتي السياحة والآثار عرض أحد المتاحف التمثال للبيع في مزاد علني، واعتبرت الوزارتان في بيان مشترك أن ذلك يعد خرقاً للاتفاقيات والأعراف والتقاليد الدولية للحفاظ على التراث الحضاري والإنساني. وتبذل مصر جهوداً لاستعادة التمثال من بريطانيا، وأطلقت وزارة الآثار المصرية حملة دولية لجمع المبلغ لإنقاذ التمثال قبل بيعه وإعادته إلى مصر مجدداً. وكانت مصر قد فقدت التمثال الذي يعود إلى 4 آلاف سنة ونصف السنة، ويسمى بالكاتب "سخم كا" في القرن التاسع عشر، لينتهي به المآل ضمن تحف ومتعلقات أحد الشخصيات الأرستقراطية البريطانية قبل أن يصل إلى متحف "نورثامبتون"، الذي استغل فرصة انتهاء فترة الحظر على تصدير التمثال أو بيعه مع نهاية الشهر الجاري، وتحديداً في 28 أغسطس، ونظم مزادا بيعت خلاله القطعة الأثرية لأحد جامعي التحف. وقال وزير الآثار المصري الدكتور ممدوح الدماطي: إن بيع التمثال وصمة عار في جبين متحف "نورثامبتون" وجريمة أخلاقية، الإرث التاريخي العالمي بشكل عام والإرث التاريخي المصري بشكل خاص، مطالبا المصريين في كل بلدان العالم بالتبرع من أجل استعادة القطعة الأثرية التي لا تقدر بثمن ولحفظ التراث الفرعوني المصري، لافتاً إلى أن التمثال قد لا يعرض للعامة مرة أخرى. تحذيرات سماسرة الفن إلى ذلك وفي سياق متصل حث مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) سماسرة الفن في الولاياتالمتحدة على توخي الحذر عند شراء الآثار من منطقة الشرق الأوسط، قائلا إن هناك أدلة على أن آثارا نهبها مقاتلو داعش في سورية والعراق، عرضت أخيرا على هواة جمع التحف. وقال (إف.بي.آي) في بيان صحفي أمس إن نهب الآثار بأنحاء العراق وسورية وبيعها في السوق السوداء أصبح مصدر تمويل لمسلحي داعش وإن هناك مخاوف متزايدة من أن تلك القطع بدأت بالظهور في السوق الغربية. وقالت مديرة برنامج السرقات الفنية بوني ماجنيس-جاردينر في (إف.بي.آي) "لدينا الآن تقارير موثوقة بأن أشخاصا أميركيين عرضت عليهم ممتلكات ثقافية يبدو أنها نقلت من سورية والعراق في الآونة الأخيرة". وحثت ماجنيس-جرادينر هواة جمع التحف والمشترين على الحرص للتأكد من وثائق الاستيراد والمنشأ والمستندات الأخرى. وقالت "ما نحاول قوله هو .. لا تسمحوا لهذه القطع التي قد يحتمل دعمها للإرهاب أن تكون جزءا من التجارة". ونهب داعش بعض أعظم المواقع الأثرية في شمال العراق وسورية، ونشر صورا وتسجيلات فيديو لمقاتليه وهم يدمرون آثارا ترجع إلى ما قبل ظهور الإسلام ومعابد يعتبرونها وثنية. ويوم الثلاثاء نشر التنظيم صورا الغرض منها إظهار تدمير المعبد الروماني بعل شمين بمدينة تدمر السورية، وهو العمل الذي وصفته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بأنه جريمة حرب. وقبل سيطرة داعش على المدينة قال المسؤولون السوريون إنهم نقلوا مئات التماثيل الأثرية لإنقاذ المواقع التي يخشون عليها من الدمار على يد المتشددين. ملامح • التمثال يعود إلى 4 آلاف سنة ونصف • يسمى بالكاتب "سخم كا" • فقد في القرن التاسع عشر • اقتنته إحدى الشخصيات الأرستقراطية البريطانية • استقر في متحف "نورثامبتون" • إف.بي.آي: بيع الآثار مصدر تمويل لداعش، وهناك مخاوف من ظهور قطع في السوق الغربية