انطلقت في القاهرة أمس أعمال المؤتمر العالمي للإفتاء الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل"، بمشاركة 50 دولة لمواجهة التطرف والتشدد. وقال مفتي الديار المصرية شوقي علام خلال كلمة الافتتاح إن "التحديات التي يعيشها المسلمون في العالم كبيرة في ظل انتشار موجات التطرف والإرهاب التي تشوه ديننا، وظهور أناس موتورين ينتزعون الكلام النبوي من سياقه، إننا نواجه الأمية الدينية من جهة، وفتاوى أشباه العلماء من جهة ثانية، ونواجه تشويه الدين الإسلامي بيد من ينتسبون إليه من جهة أخرى". وأضاف: إن "المؤتمر سيكون حدا فاصلا بين عصر فوضى الفتاوى التي تتسبب في زعزعة استقرار المجتمعات وتؤدي إلى انتشار التطرف، وبين عصر الفهم الدقيق لطبيعة الدور الإفتائي". من جهته، حذر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من "التساهل في فتاوى التكفير والتفسيق والتبديع مما يؤدي إلى استحلال الدماء المعصومة"، مضيفا أن "صناعة الفتوى السليمة هي الكفيلة بترغيب الناس في الالتزام بالشرع الحنيف والبعد عن الغلو والتشدد"، مطالبا ب"مراعاة الفتوى الصحيحة والاستفادة من التراث الإسلامي ونفض غبار الإهمال الذي حرم الناس من يسر الشريعة ورحمتها عنه". وأضاف "التساهل في فتاوى التكفير وتصيد الغرائب التي تدعم هذه الفتاوى قد آل بنا إلى ما ترونه اليوم من قتل وذبح واستحلال للدم باسم الكفر والخروج عن الملة، وكثير من أحلام الناس والبيوت التي تهدمت بسبب فتاوى وأحكام بنيت في بيئة غير ملائمة لبيئة أخرى، أو أن هناك البعض الذين لا يزالون ينقلون العرف نقلا حرفيا مسلما وكأن التشريع توقف بحياة الناس عند تاريخ معين وبيئة جغرافية معينة، والأصل في الدين هو التيسير". من ناحية أخرى، انتقد شيخ الأزهر فتاوى تحريم التحف والتماثيل والتكسب من التصوير وتدمير آثار ذي قيمة فنية باسم الإسلام، قائلا إن "بعض المعنيين بالإفتاء يصادرون بالتحريم المطلق بالرغم من أن المحل محل بحث، وتحريم صناعة التماثيل في صدر الإسلام جاء لأنها كانت تعبد من دون الله، وكان من المحتمل تحريمها من باب سد الذرائع"، محذرا من "الفتاوى المقولبة". القاهرة: هاني زايد