خطف الطفل يزن صالح العمري 13 عاماً الأنظار لسرعة بديهته وجودة إلقائه بين مجموعة من الشعراء والمشاركين في أول مراحل المساجلات الشعرية مساء أول من أمس في سوق عكاظ. وأثنت اللجنة المشرفة على المساجلات على يزن وصفق له الحضور أثناء خروجه في الجولة الثانية قبل نهايتها بقليل، حيث مكث يقارع غيره من الشعراء بما يحفظه مدة 40 دقيقة. وفي أمسية لم تخل من الحماس والتشجيع والطرافة، رشحت لجنة التحكيم المكونة من رئيس نادي الباحة الأدبي حسن الزهراني، والدكتور سعود الصاعدي، وعبدالعزيز القرشي، أربعة متسابقين من جولتين هم عبدالعزيز سيف محمد، وعبدالعزيز إبراهيم سعيد إمام، وعبدالرحمن محمد أحمد، وسليمان إبراهيم سليمان بعدما تم اختيارهم من بين 15 متسابقا. و تهدف المسابقة بحسب رئيس نادي جدة الأدبي، المنسق للمسابقة الدكتور عبدالله السلمي إلى ربط الأجيال بالتراث الشعري العربي وإحياء مهارة حفظ الشعر. وأكد السلمي أن المساجلة مرت بأربع مراحل بدأت بالتسجيل عبر الموقع الرسمي لسوق عكاظ، ومرحلة التصفيات، حيث أجريت مقابلات شخصية للمسجلين في مقرات الأندية الأدبية "جدة ومكة والطائف والمدينة والرياض والشرقية وأبها وجازان"، واستقطبت 76 متسابقاً، تأهل 30 شاعرا منهم، والمرحلة الثالثة هي مرحلة المنافسة، حيث تجري المساجلة عبر خمس جولات في ثلاث ليال، وتجرى الجولة الختامية بين الفائزين الثمانية، وتعلن بعد ذلك على ضوء النتائج أسماء الفائزين الثلاثة الأوائل. وقال السلمي إن "جوائز المساجلة بلغت 60 ألف ريال موزعة بين الفائزين الثلاثة، حيث ينال الأول 30 ألف ريال والثاني 20 ألف ريال والثالث 10 آلاف ريال، بينما هناك جوائز للجمهور، حيث يتم السحب كل ليلة على جائزة، وفاز أحد الحضور في الجولة الأولى بهاتف ذكي، فيما سيكون السحب في الجولات الأخرى على جهاز حاسوبي محمول من طراز حديث. إلى ذلك قال الشاعر صالح العمري - والد يزن- إنه يشجع أبناءه عند دخولهم إلى المدرسة على المشاركات المنبرية والاعتزاز بالأدب العربي والشعر واللغة، ويحرص على أن يحبوا اللغة والأدب والشعر بإنشاد بعض روائع القصائد العربية لكي يحفظوها، وبين أن القراءة فعل مهم جداً، يبدأ من مراحل طفولتهم، حيث يوجههم إلى بعض الكتب المناسبة للمرحلة العمرية، وعند وصولهم سن ال12 يمنحهم فرصة اختيار الكتب التي يريدونها. وبين أن أشقاء يزن وهما فارس وسيف سيشاركان في الجولة الثانية من المساجلة، وأضاف "للأسف دور المدرسة محدود في تنمية الموهبة، ويقع العبء الأكبر على المنزل بمتابعة ومساعدة من الوالدين"، مشيرا إلى أنه يبقى سؤال مؤلم لنا جميعا هو أين دور رعاية الموهوبين في تبني قدرات ومواهب وإبداعات أبنائنا وبناتنا.