ماجد أحد أبناء وطننا الغالي، يشغل وظيفة حكومية يتقاضى عليها مرتبا شهريا قدره 7500 ريال ، وهو متزوج ولديه 3 أبناء ويسكن بالإيجار. تعالوا معي نتأمل ذاك الرقم المميز ( 7500 ) ريال أين يذهب طيلة شهر واحد؟ • إيجار البيت 22 ألف ريال سنويا في ظل الارتفاعات غير المبررة في الإيجارات أي ما يعادل 1833 ريالا شهريا. • كغيره من المواطنين يسدد للبنك قرضا حصل عليه سابقا، وهو يقارب 150 ألفا بواقع 2000ريال قسط شهريا...ويقال إن نسبة الفائدة في بنوكنا هي الأعلى عالميا، والإشكال أن ماجد لم يشعر بفائدة هذا التمويل فقط ، طار في سوق الأسهم إبان الانهيارات الشهيرة والتي طالت غالب الشعب . • مصاريف المنزل خلال شهر كامل 1500 ريال، رغم الغلاء الموجود لكنه يقتصد قدر الإمكان. • فواتير جواله وجوال زوجته 400 ريال. • فواتير الهاتف الثابت والإنترنت 300 ريال. • فواتير الكهرباء 200 ريال. • ملابس له ولزوجته وأبنائه 500 ريال فقط. • صيانة السيارة مع المحروقات 500 ريال. • ترفيه أو ألعاب أو رحلة لعائلته 500 ريال فقط. • ظروف طارئة، سفر، ضيف، علاج 500 ريال فقط. وبجمع المصاريف الشهرية لماجد وعائلته تكون كالتالي 8233 ريالا والراتب الشهري 7500 ريال هل يعقل هذا؟ الحساب بالسالب إذن العجز 733 ريالا وهو أمام حلين لا ثالث لهما: إما أن يبحث عما يسد به العجز من خلال الدين سواء من أشخاص، أو بطاقات ائتمانية كما هو حال الأغلب ، ولا يخفى عليكم مساوئ تلك البطاقات، وإما أن يتنازل عن بعض مصروفاته السابقة رغم أنها جميعا مهمة. وبالتالي يتنازل عن مستوى معيشي معين ليهبط لما هو أدنى من ذلك. ولنفرض أن ماجد ضغط على نفسه، واقتصد بشكل أكبر، وحرم نفسه ، وأبناءه من بعض الحاجيات تلافيا للوقوع في الدين فسيبقى أمام هاجس أكبر وأهم ، وهو كيف يمتلك أرضا فضلا عن بيت ليكون مسكنا له ولعائلته، أظنه في عالم المستحيلات بالنسبة له، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما حال المواطنين أصحاب الرواتب الأقل من ماجد؟