دعا مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، المسؤولين إلى إيضاح برامجهم وسياساتهم وأعمالهم، في ظل الاضطرابات السياسية والفكرية والثقافية والحربية المحيطة بالسعودية، وسط حالة الضبابية التي تكتنف منطقة الشرق الأوسط، داعيا إلى التحلي بالرؤية الواضحة في مثل هذه الظروف. وجاءت دعوة الفيصل تلك خلال لقائه المفكرين والأدباء والمثقفين من ضيوف سوق عكاظ الذي افتتحه البارحة الأولى، وسط تأكيدات منه أن السعودية بلد تأسس وقام على كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- والقيم والمبادئ الإسلامية، وهي مجال الاتباع الوحيد بعيدا عن الأفكار والأحزاب والتيارات، مشددا على ضرورة أن يبرهن السعوديون للعالم أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان. بشفافية تامة جاء حديث مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ الأمير خالد الفيصل، إلى المفكرين والأدباء والمثقفين من ضيوف السوق أمس، مؤكدا أن "هناك لَبْسا كبيرا في المفاهيم من الناحية الدينية والسياسية والعصرية، وأن دور المسؤولين والمثقفين والمفكرين إيضاح موقف هذه البلاد التي قامت على القيم والمبادئ الإسلامية منذ تأسيسها، فدستورها القرآن والسنة، وليس هناك لَبْس في دستورها وليس هناك لَبْس في المبادئ والقيم الإسلامية، ولكن الإسلام الذي قامت عليه هذه البلاد هو إسلام القرآن والسنة وليس غيره. وقال الأمير خالد "أشكر ضيوفنا الأكارم الذين حضروا من كل مكان ولبوا الدعوة وشرفونا بحضورهم، ونحن نستمد عزمنا وقوتنا من مساعدتكم ومساندتكم، هذه السوق قامت بجهد من متطوعين ولا تزال، وكل ما تشاهدونه من سوق عكاظ هو من متطوعين، ومن رعاة بعضهم حكومي والآخر خاص، وهي نقطة البداية وليس كل ما نود أن نصل إليه، فنحن نأمل أن تكون مؤسسة مستقلة في المستقبل القريب". وأضاف "أشكر جميع العاملين في إخراج هذه المناسبة وهذه التظاهرة الثقافية، فالسوق ليست سعودية، بل عربية، وتشاهدون المشاركة العربية واضحة، والجوائز لا تقتصر على السعوديين، وإنما هي لجميع العرب، وهي تعبر عن المنافسة بين العربي وأخيه العربي". مسؤولية وتابع "أنظر إلى هذا العمل كجزء من مسؤوليتي في هذه المنطقة التي شرفني بها ملوك هذه البلاد، وهي للإشراف على كل الأعمال في المنطقة، حكومية أو أهلية للنهوض بإنسان هذه المنطقة للمكانة التي يجب أن يكون عليها الإنسان السعودي في هذا العصر الذي يتسم بالاضطرابات السياسية والفكرية والثقافية والحربية.. اضطراب في الأمن والفكر وحتى الفهم، فهم الإنسان لوجوده على هذه الأرض، ففي هذه المرحلة من مراحل الأمم، خصوصا الأمتين العربية والإسلامية، نجد أنه لزاما على المسؤولين أن يوضحوا برامجهم وسياساتهم وأعمالهم، في هذه الضبابية التي تكسو منطقة الشرق الأوسط، أجد لزاما عليّ وعلى أمثالي من المسؤولين في المملكة، وحتى المفكرين والمثقفين الذين عاصروا نهضة وإنسان هذه البلاد أن نتحلى برؤية واضحة، ووضوح الرؤية في هذه الظروف، وفي هذا العصر بالذات واجب على كل إنسان، نحن لا نستطيع أن نستمر في ضبابية العصر، وهناك محاولات كثيرة تريد أن تتوهنا في أعمال يخطط لها ربما الخارج، وهناك من يتقبلها ويساعد في تنفيذها من الداخل، وبصفتي من المسؤولين في هذه البلاد، وخصوصاً مسؤوليتي في منطقة مكةالمكرمة، التي تعد مركز الأمة الإسلامية والعقيدة والمسلمين من جميع أنحاء العالم، نعتقد أنه من واجبنا أن نوضح الأسس والقيم والمبادئ التي قامت عليها الدولة السعودية، وهذا المجتمع السعودي، ونود أن نوضح موقف هذه البلاد منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومرورا بجميع ملوك هذه البلاد، رحمهم الله، حتى الملك سلمان، سلمه الله، فهذه الدولة قامت على القيم والمبادئ الإسلامية، ودستورها القرآن والسنة، وهذا الأساس، فليس هناك لَبْس في دستورها وليس هناك لَبْس في المبادئ والقيم الإسلامية، والإسلام الذي قامت عليه هذه البلاد هو إسلام القرآن والسنة وليس غيره.. نحن لا نتبع أفكارا من هنا وهناك، لا نتبع أحزابا أو تيارات، نحن نتبع كلام الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- التي تحثنا على العمل الدؤوب للارتقاء بإنسان هذه المملكة ومجتمعها إلى مصاف الدول المتقدمة.. تمسكنا بالمبادئ الإسلامية لا يعني عدم الاستفادة من كل ما نستطيع من مكتسبات العصر، ولا بد أن نبرهن للعالم أجمع أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وأنه ليس كما يراد له أن يكون دين تخلف، بل هو دين التسامح والعلم والقوة، والمملكة تسعى منذ اليوم الأول إلى التعليم والتصنيع والتثقيف وللنهضة في كل المجالات، كما أنني أؤمن إيماناً تاماً أنه لو تخلى كل من على هذه الأرض عن الإسلام فلن يتخلى عنه إنسان في المملكة، وأؤمن أن الإنسان السعودي ليس إنسانا عاديا، فهو صاحب رسالة، وله مهمة أرادها الله له عندما أسكنه بجوار بيته الحرام، وهذه الرسالة هي أن نثبت للعالم أجمع أن ديننا هو دين الرقي والتقدم والتطور والتسامح والعدل والحق، ولا بد أن نبرهن والإنسان السعودي هو الملزم اليوم بنقل هذه الرسالة، ويجب أن يكون النموذج للإنسان المسلم، النموذج الذي نربي عليه أبناءنا وأحفادنا، وهذا يعني أن نؤمن بقيمة الحضارة في داخل البلاد وخارجها، وفي كل مكان، وأن نطور ونتطور.. هذا الأمر ليس جديدا، وقد ذكرته في كتبي التي نشرت، في كتابي في عسير وفي كتابي في مكة، أرجو أن تكونوا قد قرأتموه، ولو أننا في الوطن العربي تعودنا أن نقرأ ما يكتب عنا من الخارج أكثر مما نكتبه نحن".وكان الأمير خالد الفيصل التقى بضيوف سوق عكاظ بفندق الإنتركونتننتال بالطائف أمس، واستمع إلى رؤاهم وأفكارهم حول السوق، واستمع إلى عدد من المقترحات والمداخلات. اقتراح اقترحت الشاعرة هند المطيري أن يقسم عكاظ إلى خمسة أقسام، حتى لا يكون نسخة أخرى من المهرجان الوطني للتراث (الجنادرية). رد رد الأمير خالد الفيصل على المقترح بأن هناك فرقا بين الجنادرية وسوق عكاظ، فالجنادرية أنشئت لأجل التراث، وسوق عكاظ للمستقبل، فهو ليس استعادة الماضي، بل هو للحاضر والمستقبل، فهو يناقش حاضره ومستقبله، ويناقش حكماء الأمة والسوق لا يباع فيه الماضي". أنا رب إبلي في مداخلته، طالب الدكتور محمد رضا نصر الله بنقل مشاهد مسرحية سوق عكاظ إلى عدد من المناطق التي ذكرها الشاعر لبيد بن ربيعة، فرد الأمير خالد الفيصل على المداخلة ممازحا "أنا رب أبلي وللبيت رب يحميه".