يحتشد اليوم في القاعة الكبرى بفندق الإنتركونتيننتال بالطائف مجموعة من الباحثين والأكاديميين لبحث خطط وبرامج تنمية المجتمع المعرفي لدعم الاقتصاد المبني على المعرفة، وذلك في ندوة "الريادة المعرفية" التي ينظمها سوق عكاظ بالتعاون مع جامعة أم القرى ممثلة في معهد الإبداع وريادة الأعمال، تدشينا لبرنامج سوق عكاظ الثقافي. الندوة يشارك فيها رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود، متحدثا عن "زيادة فعالية نقل التقنية والتحول التجاري للناتج المعرفي السعودي ودور رواد الأعمال المعرفيين لتحقيق ذلك"، فيما سيشارك مستشار وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور أسامة بن حسين المنصوري بالحديث عن "السياسات والآليات لدعم أعمال المعرفيين وتمكين رواد الأعمال". براءات ثمن عميد معهد الإبداع وريادة الأعمال المشرف العام على مكتب إدارة الملكية الفكرية الدكتور فواز سعد اختيار الأمير خالد الفيصل جامعة أم القرى لتنظيم الندوة الكبرى للسوق بالتعاون مع معهد الإبداع وريادة الأعمال، مبينا أن اختيار الجامعة جاء لتميزها فيما يسمى بالاقتصاد المعرفي. وأوضح سعد أن الجامعة احتفلت بتسجيل أكثر من 100 طلب براءة اختراع عبر مكتب إدارة الملكية الفكرية بالجامعة، مشيرا إلى أنها بدأت بتحويل بعض براءات الاختراع الواعدة إلى منتجات ملموسة عبر شركة وادي مكة للتقنية، إضافة إلى دعم مخترعي الجامعة لتحويل هذه البراءات إلى شركات ناشئة، من خلال ملتقى الإبداع وريادة الأعمال الذي تعقده الجامعة سنويا، وورش عمل عدة عبر برنامج "مسرع الأعمال" لتأهيل الطلبة الذين لديهم مشاريع ناشئة أو براءات اختراع، مؤكدا اعتماد الجامعة مادتي "الابتكار 101 وريادة الأعمال 101" ضمن مقرراتها الدراسية كمادتين اختياريتين للطلبة، لنشر وترسيخ مفهوم الإبداع والابتكار وريادة الأعمال. إلى ذلك، قال وكيل معهد الإبداع وريادة الأعمال نائب المشرف العام الدكتور ماجد المرعشي "أن الندوة ستناقش السياسات والآليات والبيئة اللازمة لدعم وتمكين رواد الأعمال المعرفيين، لفهم الواقع والصعوبات التي يواجهها رواد الأعمال، وتحديد الأولويات ووضع إطار عمل لدعم وتمكين رواد الأعمال، والمبادرات التي تدعمهم وتمكنهم"، مبينا أن المستهدفين من الندوة هم أصحاب القرار، رواد الأعمال المعرفيون من الشباب، المبدعون والمبتكرون، رجال الأعمال، القيادات في القطاع الخاص، والقطاع العام، إضافة إلى الجهات الاستثمارية، خاصة رأس المال الجريء، والأكاديميون. أهمية وتنبني أهمية ندوة الريادة المعرفية على أساس أن الاقتصاد المبني على المعرفة أحد أهم ركائز التنمية، ويعد المحرك الأساس للتنمية في بلدان العالم، والمملكة تسعى إلى أن تكون رائدة في تنمية الاقتصاد المعرفي من خلال الخطط الاستراتيجية الوطنية التي تتبناها للمجتمع المعرفي والاقتصاد المبني على المعرفة. وتستند خطط وبرامج التكامل التنموي على أن تشمل تنمية المجتمع المعرفي لدعم الاقتصاد المبني على المعرفة، والذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من التنمية المتوازنة للجانب الاقتصادي والتجاري والمعرفي والتكنولوجي والجانب الإنساني والاجتماعي، إذ يحتاج التكامل التنموي إلى ترسيخ ثقافة الإبداع والريادة في المجتمع أولا لتتمكن الدول من ترسيخ مفهوم المجتمع المعرفي لدعم اقتصاد معرفي متطور لن يتحقق بدونه التكامل في التنمية. تحديات يتضمن البرنامج الثقافي في يومه الأول ندوة "دول الخليج والتحديات المعاصرة"، وتتزامن مع الندوة في مسرح عكاظ فعالية المساجلات الشعرية، بينما ينطلق عند الثامنة حفل أمانة محافظة الطائف في متنزه الردف الجديد. وتنطلق في جادة سوق عكاظ الجولة الأولى من مسابقة المساجلات الشعرية التي سيشارك فيها 30 متسابقا، يتنافسون في حفظ الشعر الفصيح، والمسابقة إحدى ثمرات برنامج التطوير الذي أمر الأمير خالد الفيصل بتنفيذه وأسس فريقا له. كما تحتضن الجادة مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تحاكي سوق عكاظ التاريخي بواسطة مجموعة من المتخصصين المحترفين، مثل مسيرة الشعراء، مسيرة الفرسان والخيول والإبل، وهي نماذج من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في السوق قديما. كما تشمل العروض أيضا عبر "مسرح الشارع" أعمالا مسرحية تاريخية متنوعة، تمثل جوانب الحياة والأنشطة التي كان يشهدها سوق عكاظ قديما، إضافة إلى عروض أخرى لإلقاء الشعر العربي الفصيح، خصوصا "المعلقات" والخطب البلاغية التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ، ويؤدي تلك الأعمال ممثلون محترفون. وعلى طول الجادة سيحظى زائرو سوق عكاظ بجولة في مواقع الحرفيين ومحترفي الصناعات اليدوية والشعبية من داخل المملكة وخارجها. كما تبدأ في الوقت نفسه مسابقات الفلكلور الشعبي التي تتنافس فيها فرق الفلكلور الشعبية المنتمية لمحافظات مناطق مكةالمكرمة.