أصبح البحر الأبيض المتوسط مسرحا لكارثة إنسانية، حيث تغرق أعداد متزايدة من المهاجرين على قوارب الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا. وحول هذه الكارثة نشرت صحيفة الإنديبندنت البريطانية مقالا للكاتب ويل تيرنر، الذي شارك في عمليات الإنقاذ، يروي حكايات مروعة عن مهاجرين هاربين من الحروب والقمع والعنف في بلدانهم، يواجهون خطر الموت من أجل الوصول إلى أوروبا. وقال تيرنر إن سفينة إنقاذ تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود تلقت إنذارا بغرق قارب على متنه نحو 700 شخص، من بينهم أطفال، فتوجهت إلى المكان لتجد مناظر مروعة، لأشخاص يمسكون بسترات النجاة لعلها تنقذهم من الغرق، وأغراضهم تطفو من حولهم. وأضاف أن أول من أنقذته الفرق فلسطيني اسمه محمد، تمكن من حماية طفلته الرضيعة وزوجته الحامل. وتابع يقول إن المهاجرين يروون عن معاناتهم قبل ركوب القوارب، وبينهم من قطعوا الصحراء مكدسين في شاحنات، وآخرون مروا من ليبيا يتحدثون عن اغتصاب وتعذيب واختطاف وقتل، قبل أن يصلوا إلى القوارب المزدحمة. وعبر كاتب المقال عن غضبه من تصريحات سياسيين بشأن المهاجرين، وكيف أن رئيس الوزراء البريطاني أشار إليهم بكلمة "أسراب"، وهي صفة يراها تيرنر "مهينة" لكرامة الإنسان. وأشار إلى أن كثيرين من هؤلاء المهاجرين فروا من الحروب والعنف والقمع، معتبرا أن السياسيين يجردونهم من إنسانيتهم، ويجرّمون هروبهم من الموت.