للمرة الأولى منذ إنشائه عام 1395، شهد جامع الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز في أبها أمس، تشييع أول جنازة لشهداء الواجب الذين اغتالتهم يد الغدر والخيانة ظهر أول من أمس في مسجد قوة الطوارئ الخاصة بأبها. وتقدم المصلين أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، ومدير الأمن العام الفريق الركن عثمان المحرج، ونائب مدير عام المباحث الفريق عبدالله القرني، وقائد قوة الطوارئ الخاصة بالمملكة اللواء ركن خالد الحربي،وعدد من القيادات الأمنية ومديري الإدارات الحكومية في المنطقة وذوي الشهداء. وعقب أداء صلاة الجنازة على الشهداء، قدم الأمير فيصل بن خالد تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير محمد بن نايف، لأسر وذوي الشهداء، سائلا الله تعالى للشهداء المغفرة والرحمة، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. إثر ذلك، استقبلت مقبرتا الشرف والمحالة بأبها، ومقبرة محايل عسير جثامين الشهداء، وسط جموع من الأهالي وزملاء الشهداء الذين سيطر الحزن عليهم، ودخل بعض أقاربهم في نوبة بكاء، لم يكملوا على إثرها أعمال الدفن، بعد أن نقلهم ذووهم إلى خارج المقبرة لتخفيف منظر الوداع على نفوسهم. وأكد ذوو الشهداء في تصريحات إلى "الوطن" أنه على الرغم من مصابهم الجلل في فقد أبنائهم وأقاربهم، إلا أن الوطن أكبر من الجميع، وأنهم يقفون صفا واحدا مع القيادة في وجه المعتدين، ومن يريدون إلحاق الضرر بالمجتمع ومؤسساته وأمنه. في السياق ذاته، أشار عبدالله الربعي، شقيق الشهيد أحمد الربعي، إلى أن أخاه كان على تواصل مع أسرته في اليوم، الذي سبق الحادثة، وكان اتصالا معتادا للاطمئنان عليهم، وإبلاغهم بأنه سيزورهم في اليوم التالي، ولكن قضاء الله سبق مشيئة أخيه، والحمد لله على كل حال. كما عبر موسى أبوشوشة شقيق الشهيد عمر أبو شوشة عن شكره للقيادة الرشيدة على رعايتهم وكريم استقبالهم لأسرة الشهيد منذ وصولهم وحتى مغادرتهم، معتبرا أن شقيقه ذهب فداء للوطن، وأن جميع أفراد أسرته درع حصين وجنود بواسل، ولن يزيدهم هذا الموقف إلا تلاحما مع القيادة والشعب.