التقى رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ليون بانيتا الذي يقوم بزيارة رسمية لباكستان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ورئيس أركان الجيش الجنرال أشفاق كياني ورئيس المخابرات العسكرية الجنرال أحمد شجاع باشا وبحث معهم موضوع التنسيق المخابراتي حول العمليات العسكرية الجارية في منطقة القبائل، فيما قررت باكستان أمس إيقاف مرور شاحنات نقل المؤن لحلف شمالي الأطلسي إلى أفغانستان بعد ساعات من خرق طائرات عمودية أطلسية مقاتلة الأجواء الباكستانية حيث قصفت مركز مراقبة باكستانيا في منطقة الحدود مما أدى إلى مقتل 3 جنود باكستانيين وإصابة 3 آخرين في وكالة ( كورم) الحدودية. ويعد الحادث الرابع من نوعه خلال أسبوع. وقد صعدت المخابرات الأمريكية عمليات الهجوم على المنطقة بواسطة طائرات بدون طيار فشنت 20 هجوما خلال سبتمبر الماضي. وهذا يشكل أكبر عدد من العمليات الصاروخية خلال شهر واحد منذ أن بدأت المخابرات الأمريكية بعملياتها الهجومية ضد مناطق القبائل في 2008. وقال ليون بانيتا إن المخابرات الأمريكية ستستمر في هجومها الصاروخي على منطقة القبائل الباكستانية مؤكدا أن تلك الهجمات تحقق أهدافها 100%. كما طلب بانيتا من الحكومة والقيادة العسكرية أن تفتح جبهة جديدة ضد شبكة سراج الدين حقاني في منطقة وزيرستان الشمالية على اعتبار أنه تتوفر معلومات استخباراتية تفيد بأن أعضاء من الشبكة وتنظيم القاعدة ينوون القيام بعمليات إرهابية ضد الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية لاسيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا. لكن المصادر العسكرية نفت تلك التقارير واصفة إياها بأنها مجرد تكهنات. وتعلل المخابرات المركزية تصعيد عمليات قصف منطقة القبائل بأنها تأتي للقضاء على العناصر الإرهابية التي تخطط لشن عمليات انتحارية ضد أمريكا والدول الأوروبية. وقال مسؤول في الاستخبارات الباكستانية إن ثمانية ألمان وشقيقين بريطانيين وراء مؤامرة إرهابية أخيرة ضد مدن أوروبية، وقد لقي أحد البريطانيين حتفه في غارة صاروخية أخيرة ل"السي آي أيه". وقال المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، إن "باكستان وبريطانيا وألمانيا تقتفي أثر المشتبه بهم واتصالاتهم بأوروبا فيما يخططون للأعمال اللوجستية". لكنه قال إن "المؤامرات لا تمثل تهديداً وشيكاً". وأضاف أن "المشتبه بهم يختبئون في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية في باكستان". وحدد هوية البريطاني القتيل بعبد الجابر وأنه ينحدر أصلاً من منطقة جيلوم في باكستان. وقال إن "عبد الجابر توفي في غارة صاروخية أمريكية في الثامن من سبتمبر الماضي". من جهة ثانية حذر الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف من مغبة حدوث انقلاب عسكري جديد في باكستان. وذكر مشرف أن رئيس أركان الجيش الجنرال أشفاق كياني قد يجد نفسه مضطرا لعزل حكومة الرئيس آصف علي زرداري بسبب فشلها في حل قضايا الفساد والتطرف والتداعي الاقتصادي وأنه تحت ضغوط كبيرة للقيام بالانقلاب العسكري. وذكر مشرف أنه شخصيا واجه مثل تلك الضغوط التي أجبرته على قلب نظام الحكم بانقلاب عسكري في 12 أكتوبر 1999 ضد حكومة نواز شريف. وكان مشرف يكرر تكهنات في الساحة السياسية الباكستانية تدور فيها منذ عدة أسابيع حول احتمال حصول انقلاب عسكري.