يرعى مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل اليوم، حفل افتتاح معرض "الملك فيصل .. شاهد وشهيد" الذي تستضيفه أمانة الطائف في متنزه الردّف العام. ويتناول المعرض جوانب مختلفة من حياة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وقصة كفاحه ومواقفه في سبيل نهضة بلاده، إلى جانب كثير من المعلومات الموثقة بالصور المختلفة عن رحلاته، ومواقفه السياسية. ويضم المعرض أجنحة متنوعة تشمل أفلاما وثائقية، ووثائق تاريخية مختلفة تستمد أهميتها من الفترة التي عاشها الملك فيصل، إضافة إلى صور فوتوجرافية نادرة، ومشاهد متحركة ولقطات فيديو تسجل مراحل متعددة في مسيرته، وبعض المقتنيات الخاصة به، وعدد من المخطوطات والنصوص المكتوبة. ويتخلل المعرض ندوات وعدد من حلقات النقاش عن حياته وأبرز قراراته المفصلية في ظل حنكته العسكرية والسياسية والإدارية. من جانبه، أوضح مدير مركز تاريخ الطائف الدكتور عائض الزهراني "أن الفيصل أحبته كل العرب، وسارت خلفه كل الأمم المسلمة، مستشهداً على عمق عروبته بما قاله الراحل "إن المملكة العربية السعودية تعد نفسها سندًا لكل عربي وفي خدمة كل عربي"، وقوله "لسنا ممن يقول سوف نعمل، ولكننا تعودنا بحول الله وقوته، أن نقول عملنا". واستطرد ذاكراً قول الفيصل في البيت الأبيض "نريد عالماً تسوده الحرية، ويسوده السلام، يسوده التعاون، تسوده المحبة). وبين أن الفيصل حظي بالحب والاحترام، واحتل شرفات القلوب من زعماء الدول والشعوب، مستشهداً بما قاله الرئيس الأميركي نيكسون "إذا بحثنا الخبرة العميقة، والحصافة السياسية، والنظرة الثاقبة، ومدى السنوات في معترك السياسة العالمية الدولية لن نجد سوى الفيصل". ووصفه الرئيس الفرنسي جيسكارديستان "لقد أدى دورا طليعيا في تنمية بلاده، وفي نشر الإسلام المعاصر". وتتحدث عنه إليزابيث ملكة بريطانيا "إنجازاته من رخاء وازدهار لشعبه أكسبته مكانا بارزا في التاريخ". كما وصفه أمير مكةالمكرمة قائلاً "فيصل بن عبدالعزيز، نبوغ طفل، شجاعة فتى، قيادة رجل، حكمة شيخ، زهد ملك، استشهاد مجاهد، ملك نفسه فملك الناس، ترفع عن الصغائر فكبر، ونأى عن المظاهر فاشتهر، قليل الكلام كثير العمل، إذا تحدث صدق، وإذا قال فعل، وإذا غضب صمت، في صمته مهاب، وفي حديثه جذاب، في حركته رشاقة، في هندامه أناقة، بسيط المظهر، عميق المخبر، وأبرز وقوفه بين الناس بالأطول قامة، لشموخ مكانته، وإذا تكلم ظننته أرفعهم صوتا، لبلاغة حجته.. ظن من صحبه أنه أحب الناس عليه، وظن من عمل معه أنه أقرب الناس إليه، ينصت حتى الملل، ولا يصدق حتى يتأكد، ويصمت حتى الضجر، فإذا تحدث تسيّد، صبور بلا سأم، ولكنه إذا قرر حسم"، مبيناً أن "خلقه الإسلام، وطبعه التأني والتأمل.. حلمه وحدة كلمة المسلمين، وأمنيته الصلاة في القدس، مسلم غيور، مصلح جسور، بالدين ملتزم، مع التطوير منسجم، قوي الإيمان، عف اليد واللسان، صبور على الزمان، ثابت في المواقف والمكان، احترم نفسه فاحترمه الناس، زهد في الدنيا فأتته، وطلب الشهادة فاستعجلته، رحل وما زال معنا".