استعاد سكان مدينة عدن عافيتهم، بعد تدفق المساعدات الإنسانية التي كثفت المملكة العربية السعودية ودول التحالف وعدد من المنظمات العالمية إرسالها للمدينة، بعد تحريرها من أيدي المتمردين الحوثيين. وأكدت مصادر من داخل المدينة أن المواطنين تنفسوا الصعداء بعد توافر المواد الغذائية التي أدخلتها قوات التحالف، وأن أسعار السلع والخدمات عادت إلى أسعارها الطبيعية بعد الارتفاع الجنوني الذي حدث نتيجة لسيطرة المتمردين الحوثيين على مقاليد الأمور، ومحاصرتهم لكافة منافذ المدينة ورفضهم السماح بدخول المشتقات البترولية والمواد الغذائية. إلى ذلك، كشفت مصادر في التحالف العربي عن دعم أكبر جسر جوي سينطلق إلى عدن خلال الساعات القادمة. وقالت المصادر إن الجسر الجوي سوف يحمل مفاجآت كبيرة دعما للمقاومة والجيش الوطني. ومضت المصادر إلى القول إن دعم السكان المدنيين سيتواصل خلال الفترة المقبلة، حتى يتمكن السكان من تجاوز آثار المحنة التي عاشوها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، والتي بلغت حد التحذير من إمكانية وقوع مجاعة في المدينة، وهم ما لم يعهده سكانها طيلة حياتهم. بدورها قالت مصادر في لجنه إغاثة عدن إن نحو 30 سفينة تستعد للتوجه للمدينة، تحمل مواد إغاثية وطبية. وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن عن وصول سفينة تابعة له تحمل مساعدات للسكان. وكانت السفينة وصلت قبالة شواطئ عدن في السادس والعشرين من الشهر الماضي وهي، بحسب بيان برنامج الأغذية العالمي نشره على موقعه الإلكتروني، أول سفينة تابعة للبرنامج ترسو في الميناء منذ اندلاع النزاع في اليمن في مارس الماضي. وقد رست السفينة "إم في هان زي" في ميناء البريقة النفطي في عدن وتحمل على متنها ثلاثة آلاف طن متري من الغذاء، تكفي لإطعام 180 ألف شخص لمدة شهر. من جهة أخرى، كشفت وزارة الصحة اليمنية أن عدد الذين سقطوا في عدن منذ اندلاع المعارك بين ميليشيات التمرد الحوثي المدعومة بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ومقاتلي المقاومة الشعبية، بلغوا ألف قتيل. وقال المدير العام لمكتب الصحة والسكان بالمحافظة، الخضر لصور، في تصريحات صحفية إن ضحايا العدوان الحوثي على المحافظة بلغ ألف قتيل وتسعة آلاف جريح، نتيجة لأعمال العنف التي ارتكبها الحوثيون وقوات صالح ضد المدنيين، وإن الجرحى تباينت حالاتهم بين الحرجة والمتوسطة، وبعضهم بحاجة لرعاية. وأضاف "الوضع الصحي في عدن استثنائي، ومعظم المستشفيات الحكومية مدمرة تماما، وبحاجة لإعادة تأهيل بشكل سريع".وقال إن المحافظة بحاجة لمستشفيات متنقلة مزودة بكادر طبي متكامل، وجراحين ذوي كفاءات عالية، لتتمكن من تقديم الرعاية الطبية اللازمة للجرحى والمصابين.وكان المتمردون الحوثيون قد تعمدوا خلال فترة اجتياحهم لعدن مهاجمة المستشفيات وقصفها بالقذائف والقنابل، كما منعوا دخول إمدادات الأدوية والمحاليل الطبية لمستشفيات المدينة، ما تسبب في موت كثير من المرضى، وتراجع الحالة الصحية للآلاف. كما صادروا كميات كبيرة من الأدوية التي جلبتها منظمات دولية، وحولوها لمستشفيات أخرى مخصصة لمعالجة جرحاهم، ورفضوا الاستجابة لمناشدات تلك المنظمات للسماح بإدخال المواد الطبية، لاسيما الأدوية المنقذة للحياة، خصوصا محاليل مرضى الفشل الكلوي وأدوية ارتفاع الضغط والسكر. .. ووصول طائرة الإغاثة الثالثة إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتقديم المساعدات العاجلة للشعب اليمني، وما أمر به الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع بتأمين طائرات شحن تابعة لقيادة القوات الجوية، لتسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإغاثية والإنسانية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وصلت أمس الطائرة الإغاثية الثالثة إلى مطار عدن الدولي. وأوضح المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، رأفت الصباغ، أن هذه الرحلة خصصت للمواد والمستلزمات الطبية وأدوية مرضى السرطان، لتستأنف مراكز علاج الأورام في اليمن برامجها العلاجية، مبينا أن الجسر الإغاثي مستمر ضمن خطط وبرامج أعدت لهذا الغرض بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة اليمنية، وبإشراف ومتابعة مباشرة من المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله الربيعة. وأفاد بأن المواد الطبية التي وصلت على هذه الطائرة تزن 12 طنا، وستوزع على المستشفيات والمراكز الطبية في اليمن، بما يضمن وصولها لمستحقيها، مؤكدا أن التنوع في حمولة الطائرات الإغاثية يأتي لتحقيق المتطلبات الأساسية التي يحتاجها المواطن اليمني.