عميد ديبلوماسيي العالم الأمير سعود الفيصل، 40 عاما قضاها بين دول العام، اجتماعات ومؤتمرات، لقاءات ورحلات مباشرة، عمل سياسي لم يسبقه إليه سوى والده المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز، فهو الذي تسلم دفة قيادة وزارة الخارجية 44 عاما، على مرحلتين، الأولى 30 عاما بدأت في عام 1349 حتى 1380، والثانية 13 عاما، من 1382 حتى 1395. الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- ورث هذه الديبلوماسية من والده، رافقه في كل رحلاته، كان شغوفا بالسياسة منذ صغره، حيث تسلم والده العمل السياسي وعمره آنذاك تسع سنوات، لم يمنعه صغر سنه من التعلق بهذا المجال المعقد الذي يتطلب فهما مضاعفا وإلماما موسعا بمجريات الأحداث وأهدافها واتجاهاتها. أسهم الأمير سعود الفيصل في إحداث نقلة نوعية كبيرة في وزارة الخارجية السعودية، الوزارة المسؤولة عن العلاقات الخارجية الديبلوماسية مع الدول الأجنبية التي تأسست عام 1349، حيث كان عدد البعثات الديبلوماسية الأجنبية في المملكة لا يتجاوز تسع بعثات، ثم ازداد عددها ليصل إلى 29 بعثة بعد إنشاء وزارة الخارجية. استمر العمل التطويري الضخم على يد الملك فيصل -يرحمه الله- في وزارة الخارجية ليزداد التمثيل الديبلوماسي الأجنبي في المملكة تدريجيا، حتى وصل في عهد الأمير سعود الفيصل -يرحمه الله- إلى نحو 157 ممثلية موزعة ما بين 98 سفارة في العاصمة الرياض، و59 قنصلية في الرياضوجدة والدمام، قيما بلغ عدد ممثليات المملكة في الخارج نحو 116 ممثلية ما بين سفارة وقنصلية ووفود ومكتب تجارية. رسم الأمير سعود الفيصل -يرحمه الله- رؤية ديبلوماسية سعودية تسير عليها الخارجية السعودية، وتتضمن ريادة الأداء الديبلوماسي السعودي من أجل شراكة استراتيجية للإسهام في تشكيل نظام دولي يقوم على العدل ومبادئ إنسانية مشتركة لتحقيق عالم آمن ومزدهر. وأسهم الأمير سعود الفيصل في تنفيذ أهداف السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية بما ينسجم مع مبادئها في سبيل رعاية مواطنيها ومصالحها الوطنية والمساهمة في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، مستمدا أهدافه من القيم الأساسية ومنظومة المبادئ الإسلامية والاجتماعية والمهنية كعناصر أساسية في ثقافة المملكة التنظيمية، وعمل على ترسيخها في ثقافة العاملين والوحدات التنظيمية في جميع المستويات. اتخذت الخارجية السعودية في عهد الأمير سعود الفيصل قيما عليا لمنهجها الديبلوماسي، أهمها الولاء لله ثم الملك والوطن، وخدمة وحماية مصالح الوطن والمواطن، والحوار والانفتاح على ثقافات العالم وشعوبها، والمسؤولية والشفافية والمبادرة.