يحرص الخليجيون على إحياء وجبة "الغبقة" وتقديمها بين وجبة الإفطار والسحور في ليالي رمضان ويدعون إليها الأهل والأصدقاء، وتعتبر الغبقة تقليدا تاريخيا اجتماعيا في الخليج منذ القدم، كما تخصص مؤسسات القطاعين الحكومي والأهلي ليلة لمنسوبيها ودعوتهم ل"الغبقة" بهدف تعزيز الترابط الاجتماعي فيما بينهم. ويذكر بعض المسنين في الجبيل أن تسميتها ب"الغبقة" ترجع إلى كلمة "الغبوق"، وهي الأكل المتأخر في الليل، وتشهد وضع الكثير من الأكلات الشعبية والحلويات الرمضانية المحلية، وتمثل هذه الوجبة مناسبة اجتماعية ينتظرها الكثيرون لما لها من دور في تعزيز روابط الأخوة، وصلة الرحم، كما تسهم بصورة مباشرة في إظهار القيم الروحانية للشهر الكريم. وباتت "الغبقة" مناسبة اجتماعية رمضانية، يحرص الأفراد على مستوى الأسر على هذه الوجبة بتخصيص موعد ومكان لها بهدف التجهيز والإعداد المتقن للأطباق التي سيتم تقديمها، وكذلك تحرص الجهات الرسمية على جعل "الغبقة" مناسبة تتطلب تنظيما خاصا يتم خلاله توجيه الدعوات لشخصيات مهمة، ومسؤولين حكوميين، وكذلك الإعلاميين. وما يميز "الغبقة" توقيتها حيث مرونة الزمن، فهي أشبه ما تكون بسهرة رمضانية يتخللها فقرات من الرقصات الشعبية، والأناشيد، والمسابقات، والجوائز، كما تمثل مساحة حرة للقاءات المدعوين الذين ربما لا يجمعهم طوال العام سوى هذه المناسبة، ومن هنا تكتسب قيمة وجدانية مضافة. إلى ذلك، نظَّمت إدارة الخدمات الاجتماعية بالهيئة الملكية بالجبيل أول من أمس، "الغبقة الرمضانية" لمنسوبيها ومسابقة الأطباق الشعبية بنادي جلموده الترفيهي في الجبيل الصناعية، حضرها أكثر من 300 موظف ومشارك. وتضمنت الأمسية فقرات ترفيهية ومسابقات متنوعة، من بينها مسابقة أفضل طبق شعبي للموظفين والمتقاعدين، حيث شارك في المسابقة 30 طبقا شعبيا، شملت غالبية الأطباق الشعبية المعروفة، فيما شاركت خمس أسر منتجة، وذلك بإعداد أكثر من 18 طبقا شعبيا وذلك كدعم من إدارة الخدمات الاجتماعية للأسر المنتجة بمنحهم الفرصة للمشاركة في الغبقة الرمضانية.