يسعى المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي يزور المنطقة حاليا، إلى إنقاذ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة إثر الرفض الإسرائيلي لتجميد المستوطنات. وكانت الولاياتالمتحدة طلبت مهلة مزيد من الوقت للتباحث مع الإسرائيليين، وجاء تأجيل القرار الفلسطيني لتحديد مصير المفاوضات إلى 4 أكتوبر المقبل، موعد انعقاد لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية، فرصة مناسبة للأمريكيين. وستعقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعين منفصلين اليوم أو غدا للاستماع من الرئيس محمود عباس عن تقييمه للموقف. في غضون ذلك، استشهد 3 فلسطينيين أمس بغارة إسرائيلية قرب مخيم البريج وسط قطاع غزة، فيما أصيب رابع برصاص قوات الاحتلال شمال غزة. واعترفت جماعة "أنصار السنة في أكناف بيت المقدس" بأن الشهداء الثلاثة ينتمون إليها، متوعدة بالانتقام. كما سيطرت البحرية الإسرائيلية أمس على سفينة التضامن "إيرين" المتجهة إلى شواطئ قطاع غزة واقتادتها إلى ميناء أشدود الإسرائيلي. وتحمل السفينة على متنها 9 نشطاء يهود ومتضامنين من أوروبا والولاياتالمتحدة، بجانب مساعدات رمزية من ألعاب للأطفال وكتب ومستلزمات طبية وصحية. وتزامن ذلك مع الاحتفالات الفلسطينية أمس بالذكرى العاشرة لانتفاضة الأقصى الثانية في 28 سبتمبر عام 2000. وكشف تقرير لمنظمة التضامن الدولي لحقوق الإنسان أن 7407 شهداء سقطوا بيد قوات الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة، بينهم 1859 طفلا، و476 امرأة، فيما بلغ عدد الشهداء الذين اغتالتهم إسرائيل حتى اليوم 1269 شهيدا من الكوادر والقيادات الفلسطينية، منهم 378 عام 2008 وحده. وأشار التقرير إلى أن عدد شهداء عامي 2008 و2009 بلغ حوالي 2112، بينهم ما يزيد عن 1460 سقطوا في حرب غزة الأخيرة منهم 437 طفلا و116 من النساء. وبين التقرير أن النصيب الأكبر من الشهداء كان في غزة حيث وصل عددهم إلى 5122 شهيدا من إجمالي عدد الشهداء. وفي سياق متصل نددت وزارة الإعلام الفلسطينية بتصريحات عضوي حزب الاتحاد الوطني المتطرف بالكنيست الإسرائيلي، أرية الداد وميخائيل بن آري ورئيس لجنة الكنيست عن حزب الليكود الحاكم يريف ليفين، والتي دعت إلى قتل 500 فلسطيني مقابل كل قتيل يهودي. ورأت الوزارة أن هذه التصريحات، التي جاءت تعقيباً على تقرير منظمة "بتسليم" الحقوقية الإسرائيلية، جريمة لا ينبغي السكوت عليها ومقاضاة مردديها. من جانبه، استبعد قيادي حركة فتح الأسير بالسجون الإسرائيلية، مروان البرغوثي، اندلاع انتفاضة جديدة في ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي، وذلك في حديث من سجنه وزع أمس. كما أعلن تأييده بإشراك حركة حماس في العملية السياسية الدائرة، على أن يتم عرض أي اتفاق نهائي مع الجانب الإسرائيلي على الاستفتاء الشعبي.