أكد خادم الحرمين أن حق المواطن أهم من حق نفسه، وذلك خلال استقباله في مكتبه بقصر السلام بجدة اليوم كبار المسؤولين والمهتمين بمكافحة الفساد في القطاعين العام والخاص. وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى آيات من الذكر الحكيم. ثم ألقى رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الدكتور خالد بن عبدالمحسن المحيسن كلمة قال فيها " إن هذه البلاد منذ توحيدها على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، وضعت نصب أعينها التصدي للفساد ، ودليل ذلك البلاغ الرسمي الصادر من جلالته رحمه الله الذي أعلن فيه للناس كافة ( أن من كان له ظلامة على كائن من كان موظفا أو غيره كبيرا أو صغيرا ثم يخفي ظلامته فإنما إثمه على نفسه ، وأن من كان له شكاية ، فقد وضع على باب دار الحكومة صندوق للشكايات مفتاحه لدى جلالة الملك .. وليثق الجميع أنه لا يمكن أن يلحق المشتكي أي أذى بسبب شكايته المحقة من أي موظف كان) إلى آخر البلاغ الرسمي الذي قامت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بوضعه نبراسا تستلهم منه الدروس. وبين أن الهيئة ، تشعر بالاعتزاز لما تلقاه من رعاية ودعم من لدن خادم الحرمين الشريفين منوها بالموافقة السامية على التوجهات الاستراتيجية للهيئة للفترة القادمة ، وقال "ما تشريفكم لنا بهذا اللقاء ، إلا امتداد لهذا الدعم الذي تولونه لهذه الهيئة ، وللجهات الرقابية بوجه عام، التي وجهتم أيدكم الله بمراجعة أنظمتها ، بما يكفل تعزيز اختصاصاتها والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها". إثر ذلك وجه خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم ، أيها الأخوة والأبناء، أنا سعيد أن أكون هذا اليوم بينكم لنلتقي على مكافحة الفساد، والحمد لله أن هناك إجماعاً في هذه البلاد على مكافحة الفساد، وأكبر مكافح للفساد هو كتاب الله وسنة رسوله، هي لاتقبل فساداً على أحد ولاترضاه على أحد. ثم أقول لكم بكل صراحة إن هذه الدولة التي قامت على الكتاب والسنة، الأولى كانت محمد بن سعود، والثانية كانت تركي بن عبدالله، والثالثة قامت على يد والدنا عبدالعزيز رحمهم الله، وبعده أبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، وأولياء العهود سلطان ونايف، قامت على أسس الكتاب والسنة، الدولة هذه قامت على العقيدة وأكبر محارب للفساد هو تطبيق الشريعة الإسلامية. ثم أقول الآن يوجد في بعض الدول الأخرى ملوك الدول أو رؤساؤها لهم حصانة عن الدعاوى، هنا يستطيع أي مواطن أن يرفع قضية على الملك أو ولي عهده أو أي فرد من أفراد الأسرة وأعطيكم مثالاً على هذا ،الملك عبدالعزيز صار بينه وبين واحد قضية، وقال أبي الشرع، راح هو وياه للشيخ سعد بن عتيق والشيخ سعد بن عتيق كان هو قاضي الرياض آنذاك ، يوم دخلوا قال ماذا فيه جايين مسيرين ، قالوا عندنا قضية، قال اقعدوا في المجبب والمجبب هو مدخل البيت ، يوم خلص بينهم قال عاد الحين نطلع للقهوه في الديوانية هنا نعطيك المثال عن تطبيق الشريعة ومع هذا كله الملك عبدالعزيز صار له الحق وتنازل للمدعي عليه، الآن يستطيع أي مواطن في بلدنا يرفع قضية ضد الملك أو ولي العهد أو أي فرد من أفراد الأسرة. الحمد لله دستورنا كتاب الله وسنة رسوله وماجاء به الخلفاء الراشدون، والحمد لله نحن في أمن واستقرار، يجينا الواحد من المواطنين يقول يا فلان بالاسم مثل ما قال لوالدنا وليس لقبه ، ومع هذا كله جزاكم الله خير كرسميين وكأهالي، ونقول رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي إذا شفتوا شيئاً يضر المواطن أو بأفراد أو بقبيلة أو ببلدة أو بأي شيء كان، أبوابنا مفتوحة تلفوناتنا مفتوحة، وأذاننا مفتوحةٍ لكم والله يحييكم ومجالسنا مفتوحة لكم والله يحييكم. وأقول وأكرر نحن في هذه البلد نشأنا من أرض هذه البلاد الحمدلله وتكونت دولتنا بجهود أبنائها، وأنتم الحمد لله الآن أراكم من كل بلاد المملكة من كل مدنها متآلفين مجتمعين، جمعكم كتاب الله وسنة رسوله الذي قامت هذه الدولة عليه، وأقول لكم وأكرر في كل مكان فخر هذه البلاد وعزها ومسؤوليتها أنها قبلة المسلمين ومهبط الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم في هذه البلاد من أبناء هذه البلاد بلغة عربية على نبي عربي إذا مسؤوليتنا يا إخوان أكبر مسؤولية في الدنيا كلها ونرجوا من الله عز وجل أن يوفقني ويوفقكم جميعاً لما فيه خير الإنسان والمسلمين، ما فيه خير شعبنا ونقول الحمد لله الحمد لله الحمد لله ، نحن في أمن واستقرار يروح الإنسان من أقصى البلد إلى أقصاها من الخليج إلى البحر الأحمر ومن أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال هو ونساؤه أو أطفاله بدون مايكون معه مرفق على ما قالوا في السابق، هي نعمة من الله ويجب أن نحافظ عليها، وأنتم أقول لكم وأكرر رحم الله من أهدى إلي عيوبي إذا شفتوا شيئاً، فيهمني حق المواطن أهم من حق نفسي وشكرا لكم . بعد ذلك تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني وصاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن مساعد مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان المستشار في الديوان الملكي وأصحاب المعالي الوزراء.