بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال استقباله وزير الدفاع البريطاني الدكتور ليام فوكس والوفد المرافق له في قصره بجدة مساء أول من أمس، عددا من الموضوعات التي تهم البلدين الصديقين. ونقل فوكس لخادم الحرمين خلال الاستقبال تحيات وتقدير ملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية وولي عهدها الأمير تشارلز ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، فيما أوكل الملك إليه نقل تحياته وتقديره للقيادة البريطانية. كما بحث النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز مع الوزير البريطاني في مكتبه بوزارة الداخلية في جدة، الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالشأن الأمني. من جانبه أكد الوزير البريطاني في تصريح خاص ل"الوطن" أمس أنه ناقش مع خادم الحرمين نقاط التوتر الإقليمي بما في ذلك إيرانوأفغانستان. كما بحث قضايا الاستقرار والأمن في منطقة الخليج والشرق الأوسط، إضافة إلى العلاقات الثنائية. وأضاف أن المباحثات تناولت أيضا الوضع في أفغانستان، وكيفية تشجيع إيران على الشفافية والتعاون مع المنطقة والغرب. وتابع فوكس، الذي يقوم بأول زيارة خارجية له بعد توليه المنصب، "أن مشكلتنا ليست مع الشعب الإيراني، بل مع النظام السياسي في طهران. وغير مقبول لإيران على الإطلاق أن تطور أسحلتها النووية، لأنها بذلك تشجع على الإرهاب، وتؤثر على استقرار المنطقة". ووجه الوزير البريطاني رسالة إلى طهران بأن "تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، لأن عدم التزامها سيؤدي إلى مشاكل أمنية شديدة، وسيضعها في مشاكل مع النظام والمجتمع الدوليين". وتابع "إيران إحدى الدول الموقعة على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، ويعد استمرارها في برنامجها النووي انتهاكا قانونيا، يخرق الاتفاقية". وحول العلاقات السعودية البريطانية، قال فوكس "إن زيارته الحالية للمملكة جاءت وفاء لوعد قطعته حينما كنت في المعارضة مع حزب المحافظين، بأن أول زيارة خارجية لي ستكون للمملكة". ونفى في الوقت نفسه وجود علاقة بين هذه الزيارة وما تردد حول صفقة الأسلحة الأمريكية السعودية الأخيرة، مشددا على أنه لم يناقش خلال الزيارة أي صفقات دفاعية أو عسكرية جديدة. وشدد الوزير البريطاني على أن الزيارة تأتي في إطار تعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين البلدين، ومناقشة وتبادل الآراء حول عدد من الملفات والقضايا التي تهم أمن المنطقة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والعلاقات العسكرية. وحول تأثير وفاة الطيار السعودي، قبل نحو شهر على طائرة بريطانية (يوروفايتر تايفون) في قاعدة مورون الجوية في جنوبإسبانيا، على أي صفقات عسكرية بين لندن والرياض، قال فوكس "لن تكون هناك أي تأثيرات على أي صفقات أو علاقات عسكرية قادمة بناء على هذه الحادثة". وأوضح "زيارتي جاءت أيضاً لتقديم العزاء للقيادة السياسية السعودية على فقد طيارها، والمشكلة كانت بسيطة جداً وتمت معالجتها وتداركها فوراًَ، وبالمناسبة قمت بزيارة إلى القاعدة الجوية بالطائف وشاهدت حرص الطيارين السعوديين على الطيران بطائرة تايفون، وهذا دليل على حرص القيادة العسكرية السعودية في التعامل مع الطائرة". يذكر أن المملكة وقعت مع بريطانيا صفقة عسكرية في 2006 تم على إثرها تزويد السعودية ب 72 مقاتلة "يوروفايتر تايفون"، قدرت قيمتها بما يصل إلى 20 مليار جنيه إسترليني.