تواصل أربع جهات حكومية هي الهيئة العامة للسياحة والآثار وإمارة الأحساء وأمانة الأحساء وهيئة الري والصرف في الأحساء، أعمالها على قدم وساق لإنجاز ملف "الهفوف" إلى التراث العالمي تمهيدا لتقديمه إلى اليونسكو. أكد ذلك نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المشرف على مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري الدكتور علي الغبان في تصريح أمس إلى "الوطن" موضحا أن الهيئة تعمل حاليا على جمع المعلومات والبيانات لكل ما يخدم اعتماد تسجيل الهفوف في التراث العالمي، ويتولى فريق متخصص إعداد هذا الملف مع التأكيد على إنجازه قبل فبراير المقبل حتى يمكن مناقشته في لجنة التراث العالمي في دورته المقبلة. وبدوره، كشف أمين الأحساء المهندس عادل الملحم ل"الوطن" أمس عن مشروع توسعة "جديد" في الناحية الغربية لسوق القيصرية التاريخي ويحاكي تصاميم المشروع الجديد تصاميم القيصرية، بجانب إضافة مجموعة من المقاهي الشعبية ومتاجر بيع التراثيات والتذكاريات، موضحا أن التوسعة ستكون مرتبطة بمشروع سوق "الحرفيين" الذي يجري حاليا تنفيذه، وسيضم هذا السوق مواقع ل50 حرفة يدوية وشعبية متنوعة مرتبطة بتراث وتاريخ الأحساء، وكذلك جرى تصميم هذا السوق الجديد بطريقة مرتبطة بالتاريخ والفن المعماري في الأحساء الذي يعود إلى عصور تاريخية عدة. وقال "من وجهة نظري أن التراث هو الأحساء وهي منطقة التراث والتاريخ، وتحتل أمانة الأحساء مركزا متقدما على مستوى الأمانات والبلديات في المملكة في الحفاظ على التراث العمراني، ولها مشاركات أساسية في عدد من الملتقيات السياحية والتراثية، وتقدم محاضرات وندوات ومعارض نوعية متخصصة في التراث والحفاظ على التراث العمراني، بجانب العمل على التسويق لتراث الأحساء، واستعراض إنجازات وخطط الأمانة في الحفاظ على التراث العمراني" لافتا إلى أن خطط الأمانة مستقبلا في الحفاظ على التراث العمراني والتراث كبيرة جدا، مضيفا أن الزراعة في واحة الأحساء تمثل جزءا رئيسا من الموروث التاريخي للأحساء، مؤكدا أن الأمانة صرفت مبالغ مالية طائلة في التراث العمراني مع استمرارها في الصرف على تلك المشاريع. وأكد أن مشاريع الأحساء التاريخية تتولى الأمانة إعادتها كما كانت سابقا دون أي إضافات أو تحريف، مستشهدا في ذلك بإعادة سوق القيصرية التاريخي على الطراز المعماري نفسه دون تحريف أو تغيير، رغم مطالبة البعض إجراء بعض التعديلات الإضافية إلا أن الأمانة التزمت إعادة البناء مع الحفاظ على التصميم، وهو الأمر الذي أكسب القيصرية قيمة تاريخية رغم ضيق ممراتها، وصغر محالها التي لا يتجاوز مساحة بعضها 60 مترا مربعا، إذ يصل قيمة هذه المحال الصغيرة إلى أكثر من 200 ألف ريال، ومحل آخر لا تتجاوز مساحته الإجمالية 15 مترا مربعا بأكثر من 600 ألف ريال، ويعود ارتفاع أسعارها إلى القيمة التاريخية للسوق، مبينا أن الروح القديمة للسوق عادت تدريجيا لمختلف مواقعها، وذلك بعد اكتمال افتتاح معظمها وبالأخص الثلث الجنوبي "الذي تتبع ملكيته لأمانة الأحساء". وأشار إلى أن أمانة الأحساء لديها أعمال كثيرة في الجوانب التراثية، وباع كبير يحظى بتقدير واهتمام المسؤولين في المملكة، وقد حققت جوائز عدة في البرامج التراثية، ومن بين المشاريع التراثية التي سترى النور قريبا في الأحساء: تخصيص 40 موقعا تحكي تراث الأحساء بشكل مصغر في متنزه الملك عبدالله البيئي جنوبالهفوف على مساحة 50 ألف متر مربع، وهي عبارة عن نماذج لمواقع تراثية في الأحساء، من بينها المدرسة الأميرية، والقيصرية، وبيت البيعة والمزرعة الأحسائية، وتجاوزت نسبة الإنجاز 50% من أعمال الدور الأرضي مع التشطيب الخارجي. وأبدى استعداده الشخصي، وكل أقسام الأمانة لدعم المشاريع الاستثمارية المتعلقة بالتراث كافة، إيمانا منه بأن التراث والتاريخ هما العنصران الجاذبان للسائحين في مختلف دول العالم، إذ إن الكثير يفضل سياحة التراث والتاريخ والآثار على سائر البرامج الأخرى، وبالتالي يجب الاستفادة من مقومات الأحساء التراثية في الجانب السياحي.