ردا على محاولات الحكومة الإيرانية كسر الحظر البحري المفروض على سواحل اليمن، وإصرارها على دخول إحدى سفنها إلى ميناء الحديدة، استدعت اليمن أمس سفيرها لدى طهران، وأعلن وزير خارجيتها رياض ياسين، أن بلاده تدرس قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران. وأشار ياسين في تصريحات إعلامية إلى أن هذا الخيار ربما يكون هو الرد المناسب على التجاوزات الإيرانية، محملا طهران كل المسؤولية عن تصرفاتها. وفيما ألمحت طهران عبر المتحدثة باسم وزارة خارجيتها، مرضية أفخم، إلى التزامها بتوجيهات المجتمع الدولي، والموافقة على إرسال سفينة مساعداتها إلى اليمن عن طريق الأممالمتحدة، عادت المتحدثة نفسها وأكدت عدم قبول طهران بتفتيش سفنها بواسطة قوات التحالف الدولي، ما أوجد حالة من الغموض حول النوايا الإيرانية، وما تريده طهران من إرسال تلك السفينة. وكانت أفخم قالت في تصريحات صحفية، إن بلادها "تأمل بوصول سفينة المساعدات التي أرسلتها إلى اليمن في أقرب وقت ممكن، عبر التنسيق مع مكتب شؤون المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة". عادت واستدركت بالقول: إن ذلك لا يعني قبولها بمبدأ تفتيش السفينة. وتجيء تصريحات أفخم بعد ساعات من تهديدات أطلقها مساعد رئيس الأركان العامة المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، في حال تعرضت قوات التحالف والقوات الأميركية لسفنها التي أرسلتها إلى الحوثيين، وهو التصريح الذي فسر على أنه مجرد محاولة للاستهلاك المحلي وطمأنة الحوثيين بأن طهران لا تزال موجودة على المشهد، وأنها لا تزال قادرة على دعمهم. وكانت الحكومة اليمنية اتخذت موقفا حازما حيال التحدي الإيراني، وإصرار طهران على كسر الحظر البحري، إذ قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين في تصريحات إعلامية، إن إيران تتحمل كل المسؤولية في حال دخول سفينة الشحن التي أرسلتها إلى اليمن، دون الحصول على إذن من السلطات الشرعية، ملوحا باتخاذ كل الإجراءات بحقها، وأنه تم تفويض التحالف العربي بردع أي مخالفة. وفي السياق ذاته، حذرت بعثة اليمن في الأممالمتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي من أنه إذا لم تسمح إيران بتفتيش السفينة، فإنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي حادث ينجم عن محاولتها دخول المياه اليمنية. وقالت البعثة إن الحكومة اليمنية وقوات التحالف ليس لديهما اعتراض على شحنات المساعدات التي تدخل اليمن، ما دامت تحصل على التراخيص اللازمة من الحكومة الشرعية، ويتم تفتيشها قبل دخولها. وكان المتحدث باسم قوات التحالف، العميد الركن أحمد عسيري قال، إن الحكومة الشرعية اليمنية، المعترف بها دوليا من خلال القرار الأممي الأخير رقم 2216 أعلنت أن اليمن تحت حظر جوي وبحري، وطلبت حصول من يريد الدخول إلى الأراضي اليمنية على تصريح من هذه الحكومة حسب القانون الدولي، "لكن دولة أخرى تريد المساعدة بالقوة رغم قرار الحكومة اليمنية والتحالف العربي، وهو ما يمثل خرقا للقانون الدولي. وأضاف أنه لن يتم السماح لأي سفينة إيرانية بالوصول إلى اليمن إلا بتصريح. أما الولاياتالمتحدة الأميركية، دعت إيران إلى تغيير مسار سفينتها إلى جيبوتي، والتنسيق مع الأممالمتحدة بشأن نقل وتوزيع المساعدات الإنسانية، محذرة إياها من القيام بأي عمل استفزازي. وطالبت طهران بتغيير خط سير السفينة لتتوجه إلى جيبوتي، حيث تشرف الأممالمتحدة على توزيع المساعدات الإنسانية في البلد المضطرب.