فيما بدأ الفلسطينيون إحياء فعاليات ذكرى مرور 67 عاما على نكبة عام 1948 بتأكيدهم على تمسكهم بحقهم في قيام دولة فلسطينية مستقلة وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، أعلنت الفاتيكان أمس أنها فرغت من صياغة أول معاهدة تعترف فيها رسميا بدولة فلسطين من خلال عقد اتفاقية حول أنشطة الكنيسة الكاثوليكية في المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية. وقال نائب وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور أنطوان كاميليري الذي ترأس وفدا من ستة أعضاء في المحادثات إن الاتفاقية "تهدف إلى تحسين وضع وأنشطة الكنيسة الكاثوليكية والاعتراف بها على المستوى القضائي". وقال بيان مشترك أصدرته الفاتيكان إن نص المعاهدة اتفق عليه وسيوقع رسميا من جانب السلطات المعنية "في المستقبل القريب". وشدد المسؤولون في الفاتيكان على أنه رغم أن الاتفاقية مهمة إلا أنها لا تمثل بالتأكيد أول اعتراف من جانب الفاتيكان بدولة فلسطين. وقال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيدريكو لومباردي "اعترفنا بدولة فلسطين منذ أن نالت الاعتراف من الأممالمتحدة، وهي من قبل مسجلة باسم دولة فلسطين في كتابنا السنوي الرسمي". وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012 قرارا يعترف بفلسطين دولة غير عضو لها صفة المراقب، وهو وضع الفاتيكان نفسه في المنظمة الدولية. ونظم الفلسطينيون، الذين ارتدى كثير منهم الزي الأسود ورفعوا الأعلام السوداء تعبيرا عن الحداد، اعتصامات ومسيرات وندوات للتذكير بنكبتهم في أغلبية المدن والقرى الفلسطينية، على أن تتواصل هذه الفعاليات لمدة أسبوع.وقالت منظمة التحرير الفلسطينية، إن الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات يحيي الذكرى ال67 لأبشع جريمة إنسانية ارتُكبت في العصر الحديث ضد شعب بأكمله، على يد العصابات الصهيونية قتلاً وتهجيراً، في محاولة لمحوه عن الخريطة السياسية والجغرافية وإقامة كيانهم بقوة القتل والترويع على حساب أرض وتاريخ شعب فلسطين.وأضافت: منذ 67 عاماً على النكبة، وإسرائيل تواصل إلحاق النكبة بشعب فلسطين، وبالعقلية الإرهابية ذاتها التي بنت دولتها على حطام الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية، وفي مقدمتها حقه الطبيعي في تقرير مصيره على أرض أجداده وآبائه. فما زالت فصول النكبة وأدواتها مستمرة، وبأشكال متعددة ضد الوجود الفلسطيني، تارة بنهب الأرض وتوسيع الاستيطان، وتارةً أُخرى بالقتل والعدوان العسكري المباشر ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، الذي فقد الآلاف من أبنائه في العدوان المتكرر عليه. ولفتت منظمة التحرير إلى أن أكثر من 20 عاماً على المحاولات الفلسطينية والدولية لتحقيق تسوية سياسية شاملة وتاريخية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تقوم على أساس إنفاذ قرارات الشرعية الدولية، التي تلت عدوان ال1967 واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ إن الرغبة الفلسطينية الصادقة في تحقيق تسوية شاملة ومقبولة لم تلقَ من الطرف الإسرائيلي سوى المناورة والمراوغة والإفشال المستمر.