ثلاثة أيام متتالية، والعاصمة اليمنية صنعاء ومدن رئيسة في اليمن غارقة في الظلام، بسبب عمل تخريبي متعمد، نفذه المتمردون الحوثيون، واستهدف خطوط نقل الطاقة الكهربائية في البلاد. وأكدت مصادر محلية ل"الوطن" استهداف الحوثيين لأبراج الكهرباء في منطقة الجدعان بمحافظة مأرب، بهدف إلصاق التهمة بأبناء المحافظة الذين يقاومون بشراسة المحاولات الانقلابية للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وقالت وزارة الكهرباء التي باتت تحت إدارة ميليشيا الحوثي وصالح، إن عملا تخريبيا طال أبراج الكهرباء الاثنين الماضي، أخرج المنظومة الوطنية ومحطة مأرب الغازية عن الخدمة، لكن مصدرا محليا نفى صحة الخبر، وقال إن الحوثيين هم من أطلقوا عليها النار مباشرة، مستغلين الوضع الأمني الذي يشهد رفضا مسلحا ضدهم. وناقض الحوثيون أنفسهم حين زعموا أن طيران قوات التحالف هو الذي قصف أبراج الكهرباء بغارة جوية، في منطقة نهم بمحافظة صنعاء، ليكشفوا بهذا التخبط أن ميليشيا الحوثي وراء الاعتداءين. ومحطة مأرب الغازية، هي أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في اليمن، ويُقدر إنتاجها اليومي بحوالى 341 ميجا وات، وتستفيد منها غالبية المدن الرئيسة، من بينها العاصمة صنعاء. وبقطع المتمردين للتيار الكهربائي عن معظم أجزاء البلاد، يعيش اليمنيون أوضاعا مأساوية وصعبة، بسبب ارتباط الكهرباء بحياتهم اليومية، خصوصا تلك المناطق ذا الأجواء الحارة غربي اليمن وجنوبها. كما أغلق أصحاب المشاريع الاستثمارية الذين يرتبط عملهم بالتيار الكهربائي أبواب محالهم، مثل المصانع والورش وغيرها، خصوصا مع عدم قدرتهم على تشغيل المولدات الخاصة بهم، لانعدام المشتقات النفطية بشكل كلي. ولم تبادر الجهات المعنية في وزارة الكهرباء ومؤسسة الكهرباء التي يتولى إدارتها في الوقت الحالي الحوثيون والموالون لصالح، بأي إجراء للعمل على استئناف عمل المحطة الغازية، علاوة على منع وعرقلة الفرق الفنية التي تنوي النزول لإصلاح الخلل، حسب مصدر حكومي. ودأب الحوثيون في كل حروبهم على خلق أزمة في خدمة الكهرباء، إذ يتذكر اليمنيون أن ميليشيا الحوثي استهدفت أثناء اجتياحها لمحافظة عمران "شمالي اليمن" نهاية العام الماضي، خطوط الكهرباء التي تربط المحافظة نفسها بمحافظة حجة شمالا، وأطلقوا حينها النار على الفرق الهندسية المكلفة بإعادة التيار. وتحاول وسائل إعلام الانقلاب توظيف انقطاع الكهرباء هذه الفترة، وتأليب الشارع العام ضد أبناء مأرب ودول التحالف، لكن شيخا قبليا من أبناء المنطقة قال ل"الوطن"، إن اليمنيين لن تنطلي عليهم هذه التهمة الكاذبة، لأنهم يعرفون جيدا من الذي حافظ على مصالح الشعب طوال العقود التي مضت، ومن الذي أتى الآن لتخريبها وحرمان الناس منها، لتحقيق نزواتهم الانتقامية وأطماعهم السلطوية.