أوضاع إنسانية صعبة يعيشها المدنيون في مدينة الحوطة بمحافظة لحج جنوبي اليمن، حيث تتعرض لحصار قاس تفرضه مليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، التي لم تكتف بمجرد فرض الحصار ومنع دخول المواد الغذائية، بل تواصل قصفها في أوقات متفرقة، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني وانتشار الأمراض وتهديد حياة آلاف الأسر المشردة. وكشفت مصادر طبية في المدينة أن هناك تهديدا جديا بحدوث كارثة صحية، نتيجة لانعدام الغذاء والدواء، إضافة إلى تسجيل حالات وفاة بفيروس حمى الضنك، وإصابة العشرات بالمرض نفسه، ومما يزيد من المعاناة تعرض عشرات الأطفال للإصابة بالفيروس في ظل انعدام تام للعلاج والإسعافات الأولية. إضافة إلى إصرار المتمردين على منع دخول منظمات الإغاثة إلى المدينة. وخلفت المعارك بين المقاومة ومليشيات الحوثي عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، وألحقت دمارا واسعا في المباني السكنية، جراء عمليات القصف المكثف بالأسلحة الثقيلة من الحوثيين خلال المواجهات. وأكد أحد سكان المدينة، ويدعى سالم سعيد ل "الوطن" أن الحوطة باتت أشبه ما تكون بمدينة أشباح، وعادت إلى مرحلة القرون الوسطى – حسب تعبيره، بسبب انقطاع الكهرباء والماء والاتصالات عن مناطق كثير من المدنيين، رغم عدم قيامهم بأي مقاومة ضد المتمردين. كما يمنعونهم من الخروج والنزوح إلى المناطق المجاورة وكأنهم يصرون على موتهم داخل مدينتهم بسبب الجوع والمرض. وقال سعيد "نعيش ظروفا أصعب من أن توصف، فنحن نعاني من انعدام الغذاء وانقطاع المياه والكهرباء، ولا يوجد أدنى أمل في النجاة، ما لم يبادر المجتمع الدولي إلى إنقاذ سكان هذه المدينة، الذين يحاصرهم مرض حمى الضنك، ويفتقرون في الوقت نفسه لأي أنواع من الدواء، وقد بدأت حالات الوفاة تظهر وسط السكان البؤساء". وأضاف قائلاً "لا أدري ماذا يريدون منا، فقد استولوا على أموالنا، ودمروا منازلنا، ويواصلون قصفنا، ورغم كل ذلك لا يريدون لنا أن نخرج بأطفالنا لتلقي العلاج، أو البحث عن ملاذات آمنة نعيش فيها. حتى عندما يحاول أحد المرضى مراجعة المستشفى فإنه غالباً ما يتم اعتقاله بواسطة تلك الميليشيات الإجرامية التي تحاصر المستشفى، واستولت عليه، وخصصته لعلاج المصابين من أفرادها". من جانبه، أكد المسؤول الطبي في مستشفى ابن خلدون، حسين الزيدي، أن الحالات المصابة بفيروس حمى الضنك في تصاعد مستمر، حيث بلغت الحالات التي تم تسجيلها خلال اليومين الماضيين في المدينة أكثر من 220 إصابة، بينها حالة وفاة واحدة. وأضاف أن المستشفى يعاني نقصا حادا في أدوية الإسعاف وحمى الضنك مما ينذر بكارثة صحية، مشيراً إلى أن عددا من منظمات الإغاثة التي أبدت استعدادها لتقديم المعونات الطبية، لم تستطع تقديمها بسبب الحصار وتردي الوضع الأمني.