ارتبط اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بالقراءة منذ وقت طويل، فهو القارئ النهم في شتى المجالات، الذي عرف عنه الحرص على دعم الأدباء والمفكرين والكتاب، والتواصل معهم من وقت إلى آخر، لمناقشتهم فيما يطرحون، فقد استطاع الملك سلمان منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض المواءمة بين عمله السياسي والإداري من جهة واهتماماته الثقافية ومتابعته الدائمة للأدباء والأنشطة الأدبية والثقافية من جهة أخرى. وشهدت سيرة الملك سلمان بن عبد العزيز منذ أكثر من أربعة عقود، مواقف عدة تؤكد حرصه واهتمامه على توطيد أواصر العلاقة بالموروث الحضاري، والتاريخ الثقافي للملكة العربية السعودية، وهو ما دعا إليه في أول ملتقى للمثقفين السعوديين، الذي عقد في الرياض في 25 مارس 2004، ليستحق أن يكون أديب الملوك وملك الأدباء. وأكد عدد من الأدباء والمفكرين أن خادم الحرمين الشريفين استطاع أن يرسم ملامح المشهد الثقافي السعودي وأن يجعل من المملكة منبرا ثقافيا تخرج منه المئات من الأدباء والمثقفين الذين ساهموا في رسم خريطة الثقافة العربية. وقال الأمين العام لمجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر عضو مجلس الشورى السابق حمد القاضي ل"الوطن" إن اهتمام الملك سلمان بالثقافة ليس أمرا طارئا، مضيفا أن الملك سلمان عرف منذ نشأته بحب القراءة والاطلاع والتواصل مع الأدباء والمثقفين وتحفيزهم على المزيد من العطاء، في خدمة ثقافة وطنهم. وأشار القاضي إلى أحد نماذج اهتمام الملك سلمان بن عبد العزيز بالموروث الثقافي، عندما كان يتواصل مع علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر على المستوى الثقافي والشخصي، حيث قال إن الملك سلمان يعد أهم الشخصيات الداعمة والمشجعة للشيخ حمد الجاسر على بحوثه التاريخية والجغرافية التي تخدم بلادنا والجزيرة العربية. وأضاف القاضي: "وأذكر بوصفي الأمين العام لمجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية، التي تشرفت برئاسة الملك سلمان لها فخريا، أنه عندما نتشرف بلقائه في اجتماع مجلس الأمناء- حفظه الله- كان يقول: إني أقدر وأثمن جهود حمد الجاسر في خدمة المملكة وثقافتها، وأزوره في بيته وأسعد بمناقشته والحوار معه". ولفت القاضي إلى أن عشق الملك سلمان للثقافة واهتمامه بها ترجما بتقديره للعلامة حمد الجاسر بعد رحيله بدعم مؤسسته التي أنشأها تلامذته الأوفياء له، بالتعاون مع أسرة الشيخ الجاسر وبرئاسة الملك سلمان الفخرية ولاجتماعاتها، وتحفيزه لإتمام أعمالها. وقال القاضي إنه بقدر ما كان الملك سلمان بن عبد العزيز مثقفا ويحب المثقفين ويتابعهم ويقرأ لهم، بقدر ما كان المثقفون والأدباء يستفيدون من توجيهاته العلمية والثقافية عندما يهديها لهم. بدوره قال مدير الإعلام والنشر بمركز الملك سلمان للشباب والمسؤول الإعلامي بجائزة الملك سلمان للشباب مبارك الدعيلج ل"الوطن" إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالثقافة والأدب يعد جزءا من حياته اليومية، مضيفا أنه قد عرف بالقارئ النهم، وبالرغم من مشاغله الجمة، إلا أنه يخصص وقتا لصديقه الكتاب. وأضاف: "هناك الكثير من القصص التي تتداول عنه حفظه الله في هذا المجال، فتارة نسمع أنه اتصل بالأديب فلان ليبدي له ملاحظة ما حول أحد كتبه، أو أنه يبدي رأيه عندما يقابل أدبيا في إحدى المناسبات العامة في مقال كتبه، مبينا أن الاهتمام بالثقافة والحرص عليها جعلا خادم الحرمين الشريفين يعتني أشد العناية بتعليم أنجاله، خاتما حديثه بأن الملك سلمان أديب الملوك وملك الأدباء. من جهته، أكد رئيس مجلس النادي الأدبي بجدة الدكتور عبد الله عويقل أن الملك سلمان بن عبد العزيز يعد رجل ثقافة بذاته ومثقفا ومؤرخا قارئا، حيث عرف عنه بسيرته هذا التكوين، تحضره وهو ملك رغم انشغاله بإدارة الدولة. وأضاف عويقل: "لم يغفل الملك سلمان العمل الثقافي وكان قراره الأخير الخاص بدعم الأندية الأدبية بمبلغ 10 ملايين ريال من أهم القرارات التي أسرت الأدباء والمثقفين، ما يعكس صورة عدم تغييب الملك سلمان للجانب الثقافي، فقد دعمه ووقف معه.